يُعتبر فيلم «الناصر صلاح الدين»، أحد أهم أفلام السينما المصرية وأغلاها إنتاجًا، فهو أحد الأفلام التي حفرت اسم «آسيا» المنتجة بحروف من ذهب في تاريخ السينما، فإن السينما المصرية لا تنسى لـ «آسيا» بأنها نجحت بتقديم فيلمين كبيرين، يعدان من بين الأفلام ذات الإنتاج الضخم، ألا وهما «رد قلبي – 1953» للمخرج عزالدين ذوالفقار، وفيلم «الناصر صلاح الدين – 1963».
وبالرغم من مرور أكثر من 54 عامًا على عرضه إلا أن هناك سرًا لا يعرفه جمهور الفيلم الأشهر في السينما المصرية.
كشفت مجلة الكواكب في عددها الصادر بتاريخ الثاني من شهر أغسطس من العام 1962، أن الفنانة آسيا تستعد لإنتاج فيلم كبير وتم إسناد دور البطولة للفنان الكبير رشدي أباظة، والذي كان يقدم فيلم «وا اسلاماه».
وبالرغم من موافقته المبدئية على المشاركة في فيلم «آسيا»، إلا أنه عاد بعد ذلك ورفض العرض، بعدما وعده رمسيس نجيب ببطولة فيلم آخر بعد «وا إسلاماه»، إلا ان العرض لم يكتمل بعد ذلك وأصبح «فنكوش» – على حسب المعني الدارج.
وكما نشرت مجلة الكواكب في 2 أغسطس 1962، رشح المخرج يوسف شاهين لدور الناصر صلاح الدين ثلاثة ممثلين هم كمال ذو الفقار، شقيق المخرج عز الدين ذو الفقار، ورشدي أباظة، والممثل الناشئ أحمد حافظ مظهر، إلا أن المخرج كان ميالًا لكمال ذو الفقار، واختارت آسيا أحمد حافظ مظهر الذي وافق في أول الأمر ثم رفض العرض.
اتجهت آسيا إلى رشدي أباظة الذي وافق أيضًا أول الأمر وتقاضى عربونًا قدره 500 جنيه، وكان «رشدي» في نفس الفترة متعاقدًا مع المنتج رمسيس نجيب لتقديم شخصية الظاهر بيبرس في فيلم «وإسلاماه»، وبمجرد أن وعده رمسيس نجيب بتقديمه بطلًا في فيلم عن الظاهر بيبرس، رفض “رشدي” عرض فيلم «الناصر صلاح الدين»، وقدم شيكا بقيمة العربون إلى المنتجة آسيا على بنك فرست ناشيونال سيتي أوف نيويورك.
وبالفعل، أعادت المنتجة «آسيا» العرض على أحمد مظهر الذي وافق في الحال.