يبدو أن الأحداث في شرق أوروبا تتجه إلى مواجهة عالمية ثالثة بسرعة، الأحداث تدور بشكل سريع، زعماء القارة العجوز يتحدثون عن إرسال قوات برية إلى أوكرانيا وإقليم آخر يطلب حماية موسكو والسويد القشة التي قسمت ظهر البعير.. ماذا يحدث في أوروبا؟
طالبت سلطات منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية بدولة مولدفيا من روسيا توفير حماية لها، على غرار ما قدمته للأقاليم الأوكرانية، ما يهدد بسلام المنطقة، لاسيما بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أنها تؤيد سيادة مولدفيا وترفض أي تدخل روسي، وذلك عبر وزارة الخارجية الأميركية، والتي أكدت أن الولايات المتحدة تدعم بقوة سيادة مولدفيا ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا.
وأكدت أنها تراقب عن كثب تصرفات روسيا في ترانسدنيستريا والوضع الأشمل هناك.
وترانسدنيستريا هي منطقة انفصالية تقع على شريط ضيق من الأرض على الضفة الشرقية لنهر دنيستر في مولدوفا، وهي دولة غير معترف بها دوليًا، ولا تعترف بها أي دولة عضو في الأمم المتحدة. ومع ذلك، فقد حافظت على استقلالها الفعلي منذ عام 1992، ولها حكومتها الخاصة وجيشها وشرطتها.
في الوقت ذاته دعت حكومة مولدفيا سلطات ترانسدنيستريا الانفصالية إلى “العمل لمواجهة المخاوف الملحة للمجتمعات على جانبي نهر دنيستر”، بعد أن طلبت “حماية” روسية في مواجهة “الضغوط المتزايدة” لكيشيناو على خلفية التوترات المتفاقمة بسبب الوضع في أوكرانيا المجاورة، لاسيما أن روسيا مازالت تحتفظ بـ1500 جندي هناك، وفق أرقام رسمية، بهدف ضمان مهمة حفظ السلام.
هذا وتعد العلاقات بين ترانسدنيستريا ومولدوفا معقدة، إذ تطالب مولدوفا بالسيطرة على المنطقة وتوحيد أرضها مجددًا، بينما تصر ترانسدنيستريا على استقلالها. وقد أجريت محادثات سلام بين الجانبين، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
يبلغ عدد سكان ترانسدنيستريا حوالي نصف مليون نسمة الغالبية العظمى من السكان هم من الروس والأوكرانيين، مع وجود أقلية كبيرة من المولدوفيين، فيما تكون اللغة الرسمية هي الروسية، لكن الأوكرانية والمولدوفية تُتحدثان أيضًا على نطاق واسع.
ويعتمد اقتصاد ترانسدنيستريا بشكل كبير على الصناعة، ولا سيما صناعة الصلب. كما أنها تنتج الكهرباء والغاز الطبيعي. المنطقة فقيرة نسبيًا، ومتوسط الدخل فيها أقل بكثير من متوسط الدخل في مولدوفا.
إلا أنه مع كل التوترات بالمنطقة، فإن مستقبل ترانسدنيستريا غير واضح. وتبقى المنطقة نقطة توتر بين مولدوفا وروسيا، وقد اقترح بعض الخبراء أن ترانسدنيستريا قد تصبح دولة مستقلة بالكامل في المستقبل، بينما يعتقد آخرون أنها ستظل منطقة انفصالية إلى أجل غير مسمى، إلا أنهم لم يتوقعوا أن تكون تلك المنطقة الإنفصالية الدقيقة هي الورقة الأخيرة التي قد تبدأ المواجهة العالمية لاسيما مع إحساس دول الناتو بالخطر بعد الفشل الأوكراني في مواجهة روسيا.. فهل تتسبب في أن تكون سببا في مواجهة عالمية ثالثة؟