يبدو أن لعبة صيد البط لن تتوقف في سماء بحر البلطيق بين روسيا، ودول حلف الناتو.. فلا يمر أسبوعا دون وقائع اعتراض متبادل للطائرات في سماء بحر البلطيق أو البحر الأسود، حيث تتواصل المواجهات الجوية بين أقوى الدول النووية، فماذا حدث للقاذفتين الاستراتيجيتين الأمريكيتين فوق بحر البلطيق؟، وكيف أجبرتهم روسيا على الفرار؟
استمرت لعبة القط والفأر أو صيد البط، كما وصفها البعض في سماء البحر الأسود وبحر البلطيق بين روسيا ودول الناتو، في وقت دقيق وصلت فيها العلاقات إلى أسوأ مستوى لها، ما يهدد بمواجهة عسكرية نووية إذا انتهى خيار الصبر الاستراتيجي بين أكبر قوى نووية في العالم.
وكشفت غرفة عمليات الجيش الروسي، أن طائرة عسكرية من طراز سو-27، قد اعترضت قاذفتين أمريكيتين من طراز بي-1بي فوق بحر البلطيق.
ولفت المركز أن المراقبة الجوية الروسية رصدت هدفين جويين يقتربان من الحدود الروسية فوق بحر البلطيق”.
وأضاف المركز، أنه على الفور سارعت الطائرات العسكرية من طراز سو-27 التابعة لأسطول البلطيق بتحديد الأهداف الجوية للرد السريع و”منع اختراق الحدود الروسية.
وذكر البيان الروسي، أن طاقم الطائرات العسكرية سو-27 حدد الأهداف الجوية على أنها قاذفتان استراتيجيتان من طراز بي-1بي، وتصدى لها، لم يتم اختراق الحدود الروسية من قبل الطائرات الأمريكية.
ولفت مركز العمليات الروسي، إلى أن الطائرات الأمريكية انحرفت عن مسارها بعيدا عن الحدود الروسية وأن الطائرات العسكرية الروسية عادت بسلام إلى قواعدها
ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ارادت توصيل رسالة بأن قاذفتها النووية مازالت متواجدة على الحدود الروسية وتستطيع تنفيذ مهامها في أي وقت إذا أرادت، بالإضافة إلى وضع طياريها في اختبار مواجهة الطائرات الروسية، دون حساب للرد الروسي الذي كان أن يؤدي إلى مواجهة سابقة بعد إسقاط المسيرة الأمريكية فوق البحر الأسود.
وكانت استفزازات الطيارين الروس لنظرائهم في حلف الناتو تسببت، في إعلان حلف شمال الأطلسي “الناتو”، رفع جاهزية قواته الجوية في المنطقة، وذلك على خلفية مرافقة طائرة عسكرية روسية لطائرة عسكرية بولندية فوق البحر الأسود بشكل خطير.
في مناورة كادت أن تثير أزمة ضخمة وتطلق مواجهة عسكرية بين أكبر قوتين نوويتين في العالم، حتى استعرض طيار روسي آخر موهبته الاستفزازية ضد طائرة عسكرية أخرى تابعة للناتو فوق سماء البحر الأسود من المسافة صفر، ما أصاب طياريها بالصدمة وفقدوا السيطرة عليها لبعض الوقت.
وتضاعفت خلال السنوات الأخيرة الحوادث بين الطائرات العسكرية الروسية وطائرات حلف الناتو، حتى قبل بدء المواجهة في أوكرانيا فوق بحر البلطيق والبحر الأسود وأماكن أخرى.
وكان آخر هذه الحوادث مع حدث فوق البحر الأسود مارس الماضي، عندما تسببت طائرة عسكرية روسية في إسقاط مسيرة أمريكية.
واتهم المسئولون في أمريكا، الطائرة الروسية بتعمد إسقاط الطائرة الروسية، بعد أن ألحقت أضرارًا بمروحية طائرة بدون طيار فوق البحر الأسود.. فهل تتسبب هذه المواجهات المتتالية في المواجهة العالمية الثالثة؟