انطلق قطار الانتخابات الرئاسية التركية مسرعا.. فهل سيضمن الرئيس التركي رجب أردوغان إضافة خمس سنوات إلى العقدين الذين حكما فيما البلاد؟ أم أن المعارضة ستكون على موعد من الحسم بعد أن استوعبت التحديات السابقة للسباق؟
يتوافد الناخبون الأتراك، اليوم الأحد، على صناديق الاقتراع للتصويت على الانتخابات الرئاسية التركية بعد عقدين من حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صاحب القدرات الأقوى على الحشد السياسي في مثل تلك المواجهات الانتخابية الصعبة.
المعارضة أيضا بدت صاحبة اليد الطائلة في تلك الانتخابات بعد أن استوعبت المواجهات الانتخابية السابقة جيدا وبات العامل الاقتصادي ثغرة واضحة أمامها يمكنها من خلالها اللعب على وتر المطالب الحياتية اليومية للمواطن البسيط والذي لا يعنيه كثيرا الناجح في تلك الانتخابات بقدر ما يعنيه قدرته على توفير قوت يومه.
لا يبدو الطريق هذه المرة معبدا أمام الرئيس التركي في مواجهة منافسيه فالرجل الذي كاد أن يكمل من العمر سبعين عاما قد اعتذر عن استكمال لقاء تلفزيوني منذ أيام لأسباب عزاها الإعلام التركي إلى تأثر الرئيس بأحد الأعراض العابرة.
لكن مثل تلك المشاهد لا تمر في السياسية مرور الكرام وهي للمعارضة مادة دسمة للمتاجرة ضد الخصوم السياسيين خصوصا في سباق الانتخابات الرئاسية..
يأتي ذلك فضلا عن تداعيات الزلزال الذي تعرضت له البلاد منذ حوالي ثلاثة أشهر والتي تفوق تداعياتها قدرة الحكومات على التهدئة السياسية أو بث رسائل تطمين خصوصا وأن ثلاثة عشر مليون تركي تضرروا من الزلزال، وهو رقم ليس بالقليل خصوصا حال علمنا أن عدد الأتراك الذين يحق لهم التصويت يبلغون ستين مليون مواطنا !!!!!
الأمر بالنسبة للرئيس التركي لا يشكل أزمة خصوصا وأن الرجل احترف إدارة ملف ترشحة طيلة الأعوام الماضية، بالإضافة إلى قدرته على الانتشار إعلاميا وسياسيا من خلال حزبه ..
لكن المنافسة لا تبدو عادية لأن المنافس الأقوى أمام الرئيس هو «كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري»، وقد نجح أغلو في احتواء شتات المعارضة ليكون المرشح الأوفر حظا في الحصول على دعمها.
تتجه أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية التركية إلى الحسم بعد انسحاب المرشح محرم إنجه منذ ثلاثة أيام فيما يحدو الأتراك سواء كانوا معارضين للرئيس أو مؤيديه أم في أن تمر الانتخابات بسلام.
وسبق أن ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن الأحزاب السياسية في تركيا استعدت لمهمة انتخابية صعبة، تتمثل في مساعدة الملايين ممن فروا بعد الزلزال المدمر في فبراير الماضي، على العودة إلى بلداتهم المدمرة، والعثور على مبان مدارسهم المحلية، والتصويت في الانتخابات.
فيما ترجح استطلاعات الرأي أن هذا العدد من الناخبين قد يمثل قوة لا يستهان بها في السباق الانتخابي الأكثر تقاربا في تركيا منذ جيل، حيث يضع الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يقود البلاد منذ عقدين، أمام كمال كليتشدار أوغلو، الذي يمثل تحالفا معارضا.
وضرب الزلزال 11 محافظة، كانت قد سجلت نتائج متفاوتة للغاية في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2018.. حيث ينتظر اليوم أن نرى كيف يمكن للناخبين بمنطقة الزلزال التأثير على الانتخابات التركية؟
وزارة الداخلية التركية قررت نشر أكثر من ستمائة ألف جندي لتأمين الانتخابات والتحسب لأية خروقات محتملة في مختلف اللجان المنتشرة في سائر المناطق والمحافظات التركية، خصوصا مع تزامن الانتخابات الرئاسية مع الانتخابات البرلمانية وتباين المواقف السياسية للشعب التركي.
وأيا كان المرشح الفائز بانتخابات الرئاسة التركية سيكون امام تحد صعب باعتباره اول فائز بعد زلزال شديد الأثر، فضلا عن تلبية مطالب ناخبيه بشأن حسم ملف الاقتصاد الذي لا يعرف سوى لغة الأرقام بينما لا يعترف بالوعود.