مشاهد غريبة بالنسبة لنا، فيضانات وسيول في أماكن جافة وجفاف في أماكن مطيرة وبها أنهار. التغير المناخي يؤثر على العالم أجمع ي الوقت الحالي، فنرى جفاف بعض الأنهار في أوروبا وانخفاض منسوب المياه، وكذلك نرى سيول تشبه الأنهار في بعض الأماكن من الصحراء.
ما حدث في الربع الخالي بالسعودية تكرر في الجزائر، فهل اقترب موعد عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا؟ هذا هو ما سنعرضه في تقريرنا التالي، تابعونا.
مياه السيول غطت أجزاء من منطقة نفود الدحي بصحراء الربع الخالي جنوب شرق السعودية، واحدة من أكثر الأماكن الجافة في العالم، ما حوّل صحراء الربع الخالي شديدة الجفاف، إلى واحة رطبة في مشهد غريب ونادر. مشهد المياه وهي تتدفق عبر رمال الربع الخالي كان مهيبًا.
وأوضح خبير الطقس والأرصاد الجوية الدكتور خالد الزعاق في تصريحات صحفية أن العالم يعيش الآن حقبة زمنية أصبحت فيها التغيرات المناخية حقيقة كونية لا تقبل الجدل، مشددا على أن هذه التغيرات قادمة لا محالة.
الزعاق أضاف أن هذه التغيرات منقسمة إلى قسمين، ستكون في صالح الدول العربية، بينما لها أثر سلبي على الدول الأوروبية وبعض دول آسيا.
وأكد أن الربع الخالي سمي قديمًا بذلك الاسم لخلو الحياة فيه بسبب عدم سقوط الأمطار، أما في الآونة الأخيرة، فأصبحت الأمطار تنتابها في كل سنة، والأودية المطمورة داخل رمال الربع الخالي أصبحت تحيا من جديد وهذا دليل قاطع على أن التغيرات المناخية قادمة لا محالة.
صحراء الربع الخالي تعد أكبر صحراء رملية متصلة بالعالم بمساحة 550 ألف كيلومتر وتغطي نسبة 22% من مساحة المملكة العربية السعودي، هي مجرد كثبان رملية موحشة ومقفرة وذلك قبل سقوط الامطار عليها التي أصبحت عالأنهار.
كما حولت سيول صحراء الربع الخالي هذه المنطقة الصحراوية الكبيرة والأكثر جفافًا عبر العالم في جنوب شرق المملكة العربية السعودية إلى واحة بحرية.
وعلى طريقة صحراء الربع الخالي، ففي الأيام الماضية شهدت الصحراء الجزائرية أيضًا سيولًا غزيرة والتي جعلت الأمطار فيها تبدو كالأنهار وليس كأنها مجرد أرض قاحلة.
السيول الناجمة عن الأمطار الرعدية ضربت مناطق جنوب ولاية سيدي بلعباس. كما شهدت المنطقة الجنوبية لولاية تلمسان، تساقط كميات معتبرة من الأمطار الموسمية، فاجأت ساكنة بلدية القور، ممّا حول شوارعها إلى مجرى للمياه التي حملت معها بعض رؤوس الحيوانات، من دون تسجيل أية خسائر بشرية.
تحول أرض العرب مروجًا وأنهارًا؟
دفي حديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق وحتى يكثر الهرج» قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: «القتل».
وهذه الأحاديث الشريفة من المعجزات العلمية التي تصف حقيقه كونية لم يدركها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين حين ثبت لهم بأدلة قاطعة أن جزيرة العرب كانت في القديم مروجًا وأنهارًا.
كما تشير الدراسات المناخية إلى أن تلك الصحراء القاحلة في طريقها الآن للعودة مروجًا وأنهارًا مرة أخرى، وذلك لأن كوكب الأرض يمر بدورات مناخية متقلبة تتم على مراحل زمنية طويلة ومتدرجة كما قد تكون فجائية ومتسارعة.