الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك يعود إلى الساحة السياسية ببيان للمصريين ، اليوم الأربعاء، لنفي ما تردد حوله بشأن الوثائق السرية التي كشفتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، بموافقة مبارك على توطين الفلسطينيين في سيناء، قبل أكثر من ثلاث عقود.
وكان الوثائق السرية التي كشفتها “بي بي سي”، تؤكد أن مبارك وافق على توطين الفلسطينين في شمال سيناء، على أن يكون هذا مقابل تسوية الصراع العربي مع إسرائيل، واستعادة طابا، فترة عام 1982.
وحسب الوثائق التي كشفتها هيئة الإذاعة البريطانية، بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا، فإن مبارك استجاب لمطلب أمريكي في هذا الشأن، واشترط أنه كي تقبل مصر توطين الفلسطنيين في أراضييها فلابد من التوصل لإتفاق بشأن تسوية الصراع العربي الإسرائيلي.
وكشفت الوثائق أيضًا، أن مبارك تعاون مع رئيسة الوزراء البريطانية وقتهان مارجريت تاتشر، أثناء زيارته إلى لندن في طريق عودته من واشنطن في فبراير 1983، حيث التقى بالرئيس الأمريكي أيضًا، رونالد ريجان.
وأن الزيارة إلى لندن جاءت بعد ثمانية أشهر من غزو إسرائيل لأراضي لبنان، في يونيو 1982، وفي ظل التوتر الذي تشهده منطقة الشرط الأوسط، سعى مبارك وقتها لإقناع الولايات المتحدة وإسرائيل بقبول إنشاء كيان فلسطيني في إطار كونفدرالية مع الأردن تمهيدًا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مستقبلًا.
أما عن نص بيان الرئيس الأسبق مبارك، فجاء كالتالي :
بداية ” إبان الغزو الإسرائيلى للبنان فى يونيو عام 1982 كانت الأمور تسير فى اتجاه اشتعال الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وكان ذلك بعد شهور من إتمام الانسحاب الإسرائيلى من سيناء فى أبريل عام 1982 “.
ثانيًا: فى ظل هذا العدوان الإسرائيلى واجتياحه لبلد عربى ووصول قواته لبيروت، اتخذت قرارى بسحب السفير المصرى من إسرائيل وعملت على تأمين خروج الفلسطينيين المحاصرين فى بيروت.
ثالثًا : وبالفعل قامت مصر بتأمين خروج الفلسطينيين المحاصرين فى بيروت، وعلى رأسهم ياسر عرفات، وتم مرورهم من قناة السويس متجهين إلى اليمن. ولقد استقبلت ياسر عرفات لدى توقف الباخرة المقلة له ورفاقه من قناة السويس، مؤكدا له وقوف مصر مع الشعب الفلسطينى للحصول على حقوقه المشروعة.
رابعا: لا صحة إطلاقا لأى مزاعم عن قبول مصر أو قبولى لتوطين فلسطينيين بمصر، وتحديدا المتواجدين منهم فى لبنان فى ذلك الوقت. فلقد كانت هناك مساعٍ من بعض الأطراف لإقناعى بتوطين الفلسطينيين الموجودين فى لبنان فى ذلك الوقت بمصر، وهو ما رفضته رفضا قاطعا.
خامسا: رفضت كل المحاولات والمساعى اللاحقة إما لتوطين فلسطينيين فى مصر أو مجرد التفكير فيما طرح على، من قبل إسرائيل، تحديدا عام 2010 لتوطين فلسطينيين فى جزء من أراضى سيناء من خلال مقترح لتبادل الأراضى كان قد ذكره لى رئيس الوزراء الإسرائيلى فى ذلك الوقت.
سادسا: تمسكت بمبدأ لم أحِد عنه وهو عدم التفريط فى أى شبر من أرض مصر، التى حاربت وحارب جيلى كله من أجلها، وهو ما تجسد فى إصرارنا على استعادة آخر شبر من أرضنا المحتلة عام 1967، بعودة طابا كاملة إلى السيادة المصرية. واختتم الرئيس الأسبق بيانه بتوقيع اسمه، محمد حسنى مبارك، القاهرة فى 29 نوفمبر 2017.