لا تزال أزمة سد النهضة، هي الرقم المهم والعامل الأخطر، الذي يواجه مصر والسوادن، في ظل ميقات تنازلي لبدء الملء الرابع، وسط ظروف سياسية تعاني منها السودان تركت مصر وحيدة في مفاوضات ومرواغات مستمرة من جانب أديس أبابا.. فما الذي يمكن أن تفعله القاهرة لإرغام أديس أبابا على مفاوضات جادة وما الطرف الثالث الذي سيحل كل شئ؟
تركت الأزمة في السودان بين عناصر الدعم السريع وقوات الجيش، أثرها بقوة في خطة مواجهة الملء الرابع التي تستعد له إثيوبيا خلال موسم الفيضان، حيث بدأ تساقط الأمطار مع بداية مايو، ليزداد المخزن خلف سد النهضة، باستمرار لتصل إلى أقصى مخزون بأشهر الأمطار الرئيسية بدءً من يوليو حتى أكتوبر.
وجاءت تلك الأزمة الداخلية السودانية في أكثر الأوقات دقة، وتركت مصر وحيدة في مواجهة مرواغات إثيوبيا التي تحاول أن ترفض أي بادرة للمفاوضات كما ترفض تناول قضية ملف سد النهضة أمام جامعة الدول العربية أو مجلس الأمن، وتتهرب وتراوغ في المحافل الإفريقية.
ويبدو أن القدر لن يترك مصر وحيدة كثيرا مع الأزمة الداخلية في السوادن، حيث ظهر الطرف الثالث ليمد يده إلى مصر و يتضامن معها في الأزمة والوصول إلى حل مع مرواغات إثيوبيا.
الطرف الثالث الذي قد يكون في يده أحد الأوراق الهامة في ملف قضية سد النهضة، هو تركيا التي ترتبط مع إثيوبيا بعلاقات قوية على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري.
وشهدت العلاقات المصرية التركية خلال الآونة الأخيرة تطورا ملحوظا اختتمت بتهنئة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره التركي رجب طيب أردوغان بالفوز في الانتخابات الرئاسية، وترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى على مستوى السفراء.
وقال المحلل السياسي المصري هانى الجمل في تصريحات لـRT، أن يمكن للتدخل التركى لدى إثيوبيا في مساعدة مصر في حل أزمة سد النهضة لما تتمتع به تركيا من علاقات جيدة مع الجانب الإثيوبي.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أعلن أن وزير الخارجية التركية أبدى استعداده للمساهمة في تشجيع إثيوبيا على التوصل لاتفاق قانوني ملزم في أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى ضرورة تحميل أي طرف مسؤولية تعنته في عدم الوصول إلى اتفاق ملزم في هذه الازمة.
وشهد ملف قضية سد النهضة العديد من التغيرات المحورية على مدى سنوات طويلة بحثا عن حل للأزمة المستمرة منذ نحور 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل.
ولطالما شددت مصر على على ضرورة الوصول إلى حل مرضي لكافة الأطراف في قضية سد النهضة، فهل تتسبب تحركات إثيوبيا الأخيرة في ما لا يحمد عقباه؟