رسائل إيجابية وكلمات معسولة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد بشأن أزمة سد النهضة، حيث واصل رئيس الحكومة الإثيوبية تقديم رسائل إيجابية بشأن الأزمة القائمة منذ نحو 12 عاما، رسائل يتم النظر لها بعين التفاؤل وعين الشك معا لاسيما مع المراوغات الإثيوبية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمان بالإضافة إلى خطر الانهيار القائم.. ماذا قال آبى أحمد من جديد، عقب زيارته للعاصمة الإدارية الجديدة لمصر؟
قفزات خطيرة في أزمة سد النهضة المجمدة منذ أشهر طويلة، حيث تحركت المياه الراكدة خلف السد، مع زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للقاهرة، للمشاركة في قمة دول جوار السودان ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي.
حيث اتفقا القائدان على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على أن تكون المفاوضات بشأن اتفاق ملء سد النهضة وقواعد تشغيله خلال 4 أشهر، مع التزام اثيوبيا بعد إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي “2023 -2024” بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.
وهو ما أكد عليه رئيس الوزراء الإثيوبي في بيان باللغة العربية عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، بعنوان “إثيوبيا تحفظ الأمانة ولا تنوي الإضرار بدول حوض النيل الشقيقة”.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، في بيانه إن الأمانة والوفاء بالعهود من سمات الإثيوبيين الحميدة والمعروفة، وهي جزء أصيل من تراث الشعب الإثيوبي وأيضا من ركائز السياسة الخارجية للحكومة الإثيوبية.
وتابع البيان : “انطلاقا من هذه القيم، نؤكد بأن إثيوبيا دولة لا تفرط في الأمانة ولا تنوي أبدا الإضرار بجيرانها لحكمة ربانية، اختار الله سبحانه وتعالى أرض الحبشة لكي تكون منبعا لنهر النيل العظيم، الذي يعتبر هبة وأمانة في آن واحد، وستظل إثيوبيا تراعى هذه الأمانة وتشارك جيرانها هذه الهبة الربانية وقد ظل نهر النيل يربط دول المصب والمنبع منذ آلاف السنين باعتباره شريان حياة تجسدت فيه قوة العلاقات الإنسانية بين شعوب المنطقة”.
وواصل آبى أحمد في بيانه، مؤكدًا أنه منذ القدم، ظلت إثيوبيا تشارك نهر النيل مع دول المصب، بروح من الثقة والأمانة.
وحول القلق من الإضرار بمصالح مصر والسودان، بسبب سد النهضة، قال بيان رئيس الوزراء الإثيوبي: “نؤكد لإخواننا بأن هذا الالتزام قد تعزز أكثر من أي وقت مضى، وأن هذه الهبة التي منحنا الله إياها، لم تكن سدى، بل لأننا نستطيع شعبا وحكومة بأن نتحمل المسؤولية المنوطة بنا، وأن هذه الهبة الربانية ستكون فائدتها للجميع”.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي، أن قيم المسؤولية والعدالة التي تتميز بها إثيوبيا، وقد وجدت اعترافا وتقديرا من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال للصحابة: اذهبوا إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد.. وهو ما يتم تأكيده اليوم بأن إثيوبيا شعبا وحكومة لن تلحق ضررا بأشقائها.
ويرى مراقبون أن تصريحات آبى أحمد وبيانه، بلا شك يحمل رسائل إيجابية لدولتي المصب، ولكن هل يجب أن ننظر إليها بعين الثقة أم لا هنا التساؤل الأهم؟ لأنه على الرغم من تصريحات آبى أحمد بشأن فوائد سد النهضة، لم يتحدث عن أمان السد وعن إمكانية انهياره لاسيما مع وقوعه في واحدة من أخطر النقاط الجيولوجية في القرن الإفريقي، والمهددة بحدوث الزلازل في أي وقت، بالإضافة إلى الخطر الكامن من حجم التخزين التضخم وفقا لخطط أديس أبابا بأن يكون الملء الكامل نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أجرى جولة تفقدية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك على هامش زيارته لمصر، للمشاركة في قمة دول جوار السودان التي اختتمت أعمالها أول أمس، فهل تكون الزيارات الودية والرسائل الإيجابية نقطة فاصلة في نهاية أزمة سد النهضة؟