أقاويل كثيرة ترددت خلال السنوات الأخيرة حول خلفية الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، الإسلامية، فالبعض قال إنها جذورها تمتد إلى الرسول محمد، فيما شكك البعض الأخر في ذلك، لكن اليوم سنروي لكم أصل الحكاية وحقيقة انتماء العائلة الحاكمة في بريطانيا إلى جذور إسلامية، فتابعونا:
تبدأ القصة مع الأميرة زائدة، وهي مسلمة عاشت في أشبيلية في القرن الحادي عشر، وكانت إحدى أسلاف العائلة المالكة البريطانية.
وتأتي قصة وصول سلالة الأميرة زائدة، إلى الشواطئ الإنجليزية في عام 1091، حينما التقت بألفونسو السادس ملك ليون-كاستيل.
وكان ألفونسو حينها يواجه نزاعًا قويًا مع ملوك قشتالة الذين قضوا على الخلافة الأموية وملوك بني عابد، كما نفوا زوجها الملك المأمون إلى المغرب.
وبقيت في إشبيلية إلى حين التقت بالملك ألفونسو السادس وتزوجته. وحيث أن الأعراف الملكية حينها، كانت تمنع على ملك مسيحي الزواج من مسلمة، فتحولت الملكة زائدة إلى المسيحية وأطلقت على نفسها اسم إليزابيث، وهو اللقب الذي كنّيت به لاحقاً سليلتها الشهيرة إيزابيلا ملكة إسبانيا.
وانحدر من نسل زائدة والملك فرانسوا، أميرة قشتالة إيزابيل بيريز، التي أرسلت في القرن الرابع عشر إلى إنجلترا للزواج من إيرل كامبردج، ريتشارد كونسيرج.
ومن هنا بدء أحفاد إسبانيا الإسلامية أو الأندلس، طريقهم إلى البلاط لسلالة بلانتاجانت الحاكمة في بريطانيا!. هذا النسب الممتد للأصول الإسلامية، عاد للنور مجددًا بعد سنوات من محاولات إخفائه.
حيث انتشرت العديد من الشائعات في المملكة المتحدة والشرق الأوسط مؤخرًا، بعدما زُعِم أنه يثبت وجود علاقة نسب للملكة إليزابيث الثانية تعود الى أهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وأكد تلك المزاعم موقع “بورك بيراج” للأنساب والشيخ علي جمعة، المفتي الأكبر السابق لمصر، مشيرين إلى أن الأميرة زائدة كانت من نسل الأمير المعتمد، حاكم إشبيلية وسليل ابنة الرسول فاطمة وزوجها علي.
وعلى الرغم من أن القصر الملكي البريطاني لم ينفي أو يثبت تلك المزاعم، إلا أنه أكد حقيقة امتداد الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية إلى الملكة زائدة. وفي حال ثبوت ذلك، فستنتمي الملكة إليزابيث إلى ذرية السيدة فاطمة وسيدنا علي.
كما ستنتمي أيضًا، إلى العائلة الهاشمية، وسيكون من أقربائها إلى جانب ملوك الأردن شخصيات مثل مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أو الآغا خان الرابع الأمير شاه كريم الحسيني، وهو صديق مقرب من العائلة المالكة الحاليةّ.
لكن للأسف، فإن نظرية النسب الهاشمي للملكة تكاد أن تكون “أروع من أن تصدق”. حيث تحيط علامات استفهام كثيرة بأصل الأميرة زائدة، وهي حلقة الوصل، وتجعل من الصعب إثبات نسبها للنبي محمد وبالتالي “حقّها” في أي ملك على بلد إسلامي.