مياه العراق تتبخر وأنهارها تجف، وأهل بغدد يرعبهم شبح الجفاف الذي خيم على أنهار العراق بسبب شح تدفق المياه من تركيا وإيران، مئات الصور لنهري دجلة والفرات بعد انحسار مياههما تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، فما هو السبب الرئيسي وراء جفاف أنهار العراق، وما هي العلاقة التي تربط جفاف مياه العراق وزلازل تركيا الأخيرة، كل هذا سوف نعرف في هذا التقرير:
كابوس الجفاف أصبح واقع لدي العراقيون بعد انخفاض منسوب أكبر نهرين في العراق دجلة والفرات الى مستويات مخيفة اللذين يعتمد عليهما ملايين العراقيين في الزراعة والشرب، وهنا تتجه الانظار الى تركيا وسدودها الكثيرة والضخمة.
بالإضافة إلى إيران التي وجهت لها بغداد أصابع الاتهام بتقليل كميات المياه المتدفقة نحو العراق في نهري سيروان والزاب، والذي أثر بشكل كبير على خزاني دوكان و دربنديخان
وفي ذا الشأن قال وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب، أن سياسة تركيا المائية هي السبب الرئيسي وراء جفاف الانهار العراقية، متهما أنقرا بأنها تمد البلاد بنصف كمية المياه المتفق عليها، والتي تقدر بـ 500 متر مكعب في الثانية والتي يتقاسمها العراق وسوريا.
موضحاً أن تركيا لم تقم بتطبيق مبدأ تقاسم الضرر بين دول المصب والمنبع، حيث أدي ذلك إلى معاناة العراق من الضرر الأكبر بفعل السدود التركية الضخمة التي تم بنائها خلال الفترة الماضية.
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السدود التركية خاصة في جنوب الأناضول والتي شهدت زلازل تركيا الاخيرة، تحتجز كميات ضخمة من المياه، موضحا أن منطقة جنوب الأناضول تضم 10 سدود بواقع 5 على نهر دجلة ومثلها على نهر الفرات، وأكبر هذه السدود سد أتاتورك الذي يخزن خلفه 49 مليار متر مكعب
أردف شراقي إلى أن تركيا لم تهتم بموقفي سوريا والعراق، وقامت باتخاذ قرار أحادية وخزنت كما تريد من المياه خلف سدودها، مشيرا إلى أن تلك الكميات الضخمة من المياه تحفز بعض الفوالق الأرضية مسببة الزلازل، حيث أنه في حالة حدث زلزال يؤثر على أحد السدود سيكون هناك طوفانًا.
أوضح أستاذ الموارد المائية ان تركيا بعد الزلزال الأخير الذي ضرب جنوب البلاد بدأت إجراء عمليات تفريغ للسدود، الأمر الذي نتج عنه غرق بعض القرى السورية حيث تخزن تلك السدود العشر أكثر من 120 مليار متر مكعب، مستبعداً فكرة جفاف نهري دجلة والفرات بسبب أن هناك الكثير من الأمطار على تركيا والمياه تجري في النهرين، بخلاف الأمطار التي تشهدها الأراضي السورية والعراقية، وأن إيراد النهرين ليس بالكامل من تركيا.
فهل تختفي الأنهار العراقية العريقة نهائيا، أم سيكون للحكومة تصرفات تحول دون جفاف تلك الأنهار؟