فيضانات وحرائق في كل مكان، مياه البحار والمحيطات ترتفع، العالم الذي نعرفه قد يختفي، درجة حرارة الأرض ارتفعت بمقدار 1.5 مئوية مقارنة بما كانت عليه في القرن الثامن عشر، منذرة بأن الأسوأ قادم، روايات نهاية العالم التي كنا نقرأها ربما تصبح حقيقة، عواقب وخيمة، وعلماء يستغيثون، نهاية الجنس البشري صارت قريبة ، ولكن من بين كل هذا فهناك بصيص أمل، خطة مجنونة لتبريد كوكب الأرض بدعم من بيل غيتس، فما هي تلك الخطة وهل تم الموافقة عليها من قبل المجتمع العالمي.
مع قيام الثورة الصناعية في أوروبا نهاية القرن الثامن عشر، بدأت معها معدلات غاز ثاني أوكسيد الكربون بالارتفاع، الى ان وصلت الى مستويات مرعبة في الغلاف الجوي بالقرن 21.
ولكن ظهر للعالم أبحاث علمية جديدة من شأنها الحد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تحظى بدعم من الملياردير الأمريكي بيل غيتس.
تدور فكرة تلك الأبحاث حول حجب أشعة الشمس عن كوكب الأرض أو بمعنى أخر تكوين طبقة عاكسة حول الكوكب تعمل عمل المرايا العاكسة، فهي تعكس اشعة الشمس وتقلل من تخزين الكوكب للحرارة.
تعتمد هذه الفكرة في الأساس على استخدام طائرات بدون طيار مزودة بخزانات ضخمة تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكبريت وهو عنصر كيميائي بصيغة so2 ، ينتج طبيعياً من البراكين ، وصناعيا من العمليات الصناعية و من حرق المشتقات النفطية.
حيث تقوم تلك الطائرات بدون طيار بالتحليق على ارتفاع 50 كيلو متر فوق سطح الأرض، في أنحاء طبقة الستراتوسفير وهي ثاني طبقات الغلاف الجوي، وتعرف تلك العملية بعملية التعتيم الشمسي، حيث يبقى ذلك الغاز في الغلاف الجوي ما بين عام الى 18 شهر تقريبا.
وتنتج عن تلك العملية تكوين طبقة عاكسة في الغلاف الجوي تعمل على عكس أشعة الشمس وتبريد الأرض، و تعمل تلك الطبقة على خفض ضوء الشمس الذي يصل إلى الأرض بمقدار 1.8% وفقا إلى دراسات علماء المناخ.
وهذه الفكرة ليست بجديدة حيث يعود، أصل الفكرة إلى عام 1991، وبالتحديد عندم حدث أكبر ثاني ثوران بركاني في التاريخ وهو انفجار بركان جبل بيناتوبو هو بركان يقع في جزيرة لوزون الفلبين.
حيث نتج عن هذا الانفجار إطلاق ملايين الاطنان من الغبار والغازات في اتجاه الغلاف الجوي، مما أدي بعدها إلى تبريد درجة حرارة الأرض بمقدار 0.5 درجة مئوية، وهذا يعد أول تطبيق عملي لفكرة التعتيم الشمسي.
ولكن تلقي هذه الفكرة معارضة كبيرة من الأوسط العالمية، بسبب الأضرار التي يمكن أن تنتج عن تطبيق نظرية تبريد الارض، حيث انها يمكن ان تتسبب في اتساع ثقب الأوزون أو تدهور أسواء للمناخ مع هطول الامطار الحمضية.
وكان من بين المعارضين لهذه الفكرة الأستاذ ستيوارت هاسيلدين، بجامعة إدنبرة، حيث قال إن حجب الشمس لن يفعل شيئا لإزالة السبب الرئيسي للاحتباس الحراري موجود
كما قال ديفيد كينغ، الأستاذ بجامعة كامبريدج، إنه يجب أن يتم إيقاف هذه التقنية، لأن الأمر سوف يكون كارثيا لأنظمة الطقس بطرق لا يمكن لأحد التنبؤ بها في حالة استخدام تلك التقنية.
في النهاية ما هو المصير الذي سيؤول إليه الكوكب في حالة مواصلة درجات الحرارة في الارتفاع، وهل سيكون هناك تحركات جدية من المجتمع الدولي لحل تلك الأزمة المهددة للجنس البشري.