اختبارات من نوع خاص تلك التي تقرر خضوع الممثلات لها ليكون عليهن تحمل المواجهة الأصعب في أول عمل درامي بعيدا عن كوكب الأرض… في رسالة مبطنة من روسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في وقت يتصاعد فيه التوتر بين موسكو وخصومها التقليديين.
تحول السجال الدائر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية من السياسة وتقديم الدعم اللوجيستي للخصوم، إلى ساحة جديدة للمواجهة في مجال الدراما حيث بدأت موسكو استثمار عمل درامي من نوع خاص لبث رسائل مشفرة إلى واشنطن في وقت يموج فيه العالم بالإضطرابات.
توجهات روسية عليا
الدراما هذه المرة لن يكون لها مواقع للتمثيل على الأرض لأن مسرح الأحداث سيكون في الفضاء أثناء تصوير المشاهد الأصعب الفيلم الروسي «التحدي»… هذا الفيلم الذي يؤكد اهتمام روسيا على المستوى الرسمي والإعلامي به أن ثمة رسائل تتجاوز إنتاج عمل درامي.
أسرار الفيلم أفصحت عنها الممثلة الروسية «يوليا بيريسيلد» حيث حدد صناع العمل «محطة الفضاء الدولية» موقعا للتصوير مما استدعى تدريب أبطال المشاهد التي يتم تصويرها في ذلك الموقع تدريبا نوعيا يماثل ذلك التدريب الذي يحصل عليه رواد الفضاء.
اختبارات عسكرية صعبة
فوجئ الممثلون المشاركون في الفيلم بقرار رسمي صادر بشأنهم يماثل الاختبارات التي يخضع لها طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وكان قبولهم للمشاركة في ذلك العمل مشروطا بخلوهم من أية أزمات صحية تؤثر على سلامتهم أو على تصوير المشاهد.
لم يكن الكشف والفحوصات فقط هو الشرط الوحيد لمشاركة الممثلين في ذلك العمل.. إذ كان يتعين على الممثلين الحصول على معلومات وافية عن الفضاء من مصادر خاصة من المعاهد والمراكز البحثية الروسية المعنية بمجال الفضاء.
تذكرة مرور الأبطال
بدأ أبطال العمل دراسة ملفات ضخمة من الوثائق والدراسات العلمية التي تنقسم دراستها إلى جزء عملي وآخر نظري… وكان إتمام تلك الدراسة بشكل كاف هو تذكرة مرور أبطال العمل للمشاركة في ذلك العمل التاريخي بالنسبة لموسكو.
في وسط كازاخستان، ولكن ليس بقرب المدينة التي تحمل اسم بايكونور، تم تحديد موعد لحضور الفنانين المشاركين في فيلم التحدي إلى القاعدة وخضع الممثلون لتدريبات عملية امتدت إلى ثلاثين يوما.
تدريبات حماية الحياة
التدريبات النوعية التي حصل عليها فريق العمل المشارك في فيلم التحدي شملت تدريبات تحت مسمى «البقاء حيا» والتي تتضمن تدريبات لحماية النفس من أي احتمالات خطر مفاجئة شريطة أن يكون الممثل مؤهلا صحيا.
تريد روسيا ترسيخ مكانتها فضائيا على المستوى العلمي والعملي والدعائي لقدراتها وتريد بفيلم التحدي أيضا أن تسبق الولايات المتحدة وتعرض في ذات الوقت قدراتها اللوجستية في ذلك المجال.
يروي فيلم التحدي أحداثا متتالية تعيشها طبيبة دفعتها أحوالها الصعبة إلى إجراء رحلة إلى محطة الفضاء الدولية لمباشرة علاج رائد فضاء تعرض لأزمة صحية.