أحداث غريبة في بحر البلطيق قعقعة عميقة ورجفة وضغط متغير في الأذن.. وهزات أرضية غامضة لا يعرف العلماء سببها، ماذا يحدث في أعماق البلطيق؟
تسببت سلسلة من الهزات الأرضية الطفيفة، في أحد الجزر الدنماركية في بحر البلطيق في حيرة العلماء، حيث فشلوا في التعرف على أسبابها، مؤكدين أنها ناتجة عن موجات ضغط صوتي من مصدر غير معروف.
واعتقد العلماء في البداية أن الهزات الأرضية في جزيرة بورنهولم الدنماركية نتجت عن الزلازل، ثم تغيرت الاحتمالات بعد ذلك، حيث افترضوا أن ما حدث هو العكس وأن الزلازل نشأت من انطلاق كمية كبيرة من الطاقة، في أراضي خاضعة للسيطرة البولندية، على بعد أكثر من 140 كيلومترا إلى الجنوب.
ومن جانبها أكدت هيئة المسح الجيولوجي للدنمارك، أنه يتم مراقبة ما تحت الأرض من قبل هيئة رسمية، وأن الهزات الأرضية المتتالية في البلطيق لم تحدث بسبب الزلازل، ولكن السبب الرئيسي لها موجات ضغط من حدث في الغلاف الجوي، غير أنها جاءت من “مصدر غير معروف”.
وقالت الهيئة التي تراقب الأعماق والمعروفة باسم “جيوس”، أن خبرائها يؤكدون إنه من غير المحتمل أن تكون الهزات الأرضية التي شعر بها السكان قد نشأت عن انشطار مقذوف عسكري خاضع للسيطرة في بولندا، والذي تم تنفيذه قبل وقت قصير من التقارير الأولى عن الهزات الأرضية في
جزيرة بورنهولم”.
وأشارت “جيوس” إنها تلقت أكثر من 60 إخبارية بوجود هزات شبيهة بالزلزال، حيث وصفها البعض بأنها قعقعة عميقة ورجفة وضغط متغير في الأذن.
وعن الأضرار التي تسببت بها هذه الظاهرة الغريبة التي حيرت العلماء والتي يٌعتقد أن السبب فيها انشطار مقذوف عسكري، أكدت الهيئة، أنه لم يتم رصد أي إصابات أو أضرار ظاهرة.
فيما أكدت الشرطة الدنماركية، أنها تلقت بلاغات من المواطنين، بشأن الهزات الأرضية، فيما ذكرت وسائل إعلام دنماركية أنه تم الإبلاغ عن خسائر مادية طفيفة حيث أحدثت الهزات الأرضية شرخا في جدار أحد المنازل.
وعلى الرغم من البلاغات بشأن الهزات الأرضية، أكدت “جيوس”، أن الهزات لم تكن قوية حيث تم تسجيلها بشدة 2.3 على مقياس ريختر.
فيما علقت السلطات البولندية، على الحادثة، مؤكدة أنه كانت هناك مناورات عسكرية المعروفة باسم “أناكوندا 23” في شمال بولندا بصورة مكثفة شارك فيه طائرات عسكرية نفاثة، لافتة إلى أنه تضمنها إطلاق ذخائر حية.
وعن دقة الرصد لما يحدث تحت الماء في بحر البلطيق، أكد “جيوس” التي تعد مؤسسة بحثية واستشارية مستقلة داخل وزارة الطاقة الدنماركية، أن لديها اثنين من أجهزة قياس الزلازل في جزيرة بورنهولم لا تتوقف عن جمع البيانات على مدار الساعة.
وتقع جزيرة بورنهولم التي تم رصد فيها هذه الآثار الغريبة التي تبعت الهزات الأرضية، في بحر البلطيق تقع جنوب السويد وشمال شرقي ألمانيا وشمال بولندا، ويسكنها نحو 40 ألف شخص.
ومع هذ الآثار الغريبة التي شعر بها السكان من قعقعة عميقة ورجفة وضغط متغير في الأذن، زادت التساؤلات حول نوع المقذوفات التي كانت تستخدمها بولندا في ظل محيط ملتهب ومواجهة عسكرية على بعد كيلو مترات من حدودها بين روسيا وأوكرانيا.. فهل تستعد وارسو للأسوأ؟