لم تتوقف الهزات الارتدادية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير مخلّفاً أكثر من 40 ألف ضحية في كلا البلدين.. فيبدو أن قدر الجغرافيا جعل قاطني هذه المنطقة يستيقظون كل يوم على وقع الهزات الارتدادية منذ 13 يوما مضت وحتى اليوم.. فما الذي يحدث في تركيا؟ وهل هي بانتظار حدث أكبر أكثر من زلزال 6 فبراير؟
أعلن معهد أبحاث الزلازل التركي، وقوع هزة أرضية جديدة بقوة 3.8 درجات على مقياس ريختر في كهرمان مرعش.وبعد مرور 13 يوما على الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا وأجزاء واسعة من سوريا، لم تتوقّف توابعه ممثلة في الهزات الأرضية من حينها حتى الآن، حيث تم تسجيل آلاف الهزات.
وبلغت أحدث إحصائية لضحايا الزلزال رقم 44 ألف حالة وفاة في تركيا وسوريا. وانهار نحو 84 ألف مبنى في تركيا، أو تضررت بشدة، إثر الزلزالين المدمرين وآلاف التوابع، وفق وزير التخطيط العمراني التركي، مراد كوروم.
وحسب مدير عام مخاطر الزلازل والحد منها في إدارة الكوارث والطوارئ التركية أورهان تاتار، فإن تركيا تعرضت لنحو 4700 هزة ارتدادية منذ الزلزال الذي ضربها في 6 فبراير الجاري.
وتحديدا، يتم تسجيل هزة ارتدادية كل 4 دقائق، لكن معظم توابع الزلزال هذه محسوسة، وهناك العديد من التوابع بلغت قوتها 3.5 درجة وما فوق، لكن توابع الزلزال التي بلغت قوتها 4 وما فوق وصلت لنحو 40، كما يقول تاتار الذي يرى أن “هذا الوضع غير عادي”.
والسبب في أنه غير عادي بتعبير الخبير التركي، أنه تم كسر 5 أجزاء مختلفة من منطقة صدع شرق الأناضول؛ ونتيجة لذلك حدث تمزق سطحي في نحو 400 كيلومتر.
لكن يبقى السؤال ما السبب في عدم توقف الهزات الارتدادية؟ السبب العلمي وراء تواصل الهزات الارتدادية: هو أنها تتوقف على قوة التصادم خلال الزلزال الرئيسي.
كما أن الزلزال سببه تصادم بين لوحين، وهما اللوح العربي واللوح الأناضولي.. فعندما حدث تصادم بين اللوحين حدثت هزة عنيفة أثرت على الصدوع المجاورة لها.
ورغم مرور نحو ١٣ يوما على الزلزال المميت الذي ضرب تركيا وسوريا، تتمسك فرق الإنقاذ بالأمل في العثور على أحياء جدد. وحسب آخر الأرقام، بلغ عدد الراحلين في هذه الكارثة، الأسوأ منذ قرن في المنطقة، حوالي 44 ألفا حتى الآن. ولا تزال هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع.
ويصف العلماء زلزال كهرمان مرعش بأنه “متعدد الطوابق” أي أنه ذو قوة تدميرية كبيرة، حيث وقعت هزتان كبيرتان متتاليتان، مما أدى إلى تضرر المباني وأثر في منطقة جغرافية شاسعة شملت 10 ولايات يبلغ عدد سكانها نحو 13.5 مليون نسمة في وقت يبلغ فيه عدد سكان تركيا قرابة 86 مليون نسمة..
وارتبط هذا الزلزال المروع باسم مدينة كهرمان مرعش، التي أشار الخبراء إلى أنها كانت مركز هذه الهزات الأرضية العنيفة. وهي منطقة ظلت مجهولة من قبل الرأي العام العربي والدولي عموما، لكن اسمها أصبح اليوم متداولا على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام المختلفة في العالم مع هذا الزلزال.
وتوجد كهرمان مرعش في منطقة صدوع أو فوالق غير نشيطة بكثرة، حسب شروحات الدكتور في الجيوفيزياء وعلم الزلازل عطا إلياس لفرانس24. “فأماكن وجود صدوع أو فوالق في مناطق بالعالم معروفة وواضحة.
لكن نشاط كل منها غير معروف بنفس الدرجة. فهناك مناطق تنشط فيها هذه الصدوع وتتردد بها الزلازل أكثر”.
وبالنسبة لزلزال تركيا وسوريا، فقد “وقع على صدع شرق الأناضول وهو من الصدوع التي تتحرك قليلا وبمسافة سنتمتر واحد في العام. وزلزاليا تحدث بها هزات أرضية كبرى بتردد يمتد لعدة قرون. وبالتالي، فهي تعتبر من أنواع الصدوع البطيئة”. وهذا ما يفسر صعوبة التنبؤ بموعد الكارثة.
وسنويًّا، يشهد العالم من 10 إلى 18 زلزالًا بقوة 7 إلى 8 درجات، وجرى تصنيف زلازل كهرمان مرعش ضمن قائمة عام 2023، وهو من أكبر الزلازل في القرن الـ21.