بات الإنسانُ يعيش في عالم خطير.. فلا يدري من ماذا يقلق هل على سبيل المثال من التغيرات المناخية والتي تسبب العديد من الكوارث الطبيعية وتهدد الإنسان في حياته ومسكنه وأمنه الغذائي؟ أم من الأوبئة التي تطرأ بين حين وآخر؟ أم من المواجهات العسكرية التي تندلع ومآلاتها المؤلمة؟، وأخيرا ظهر “الذكاء الاصطناعي”، و رغم أن الإنسان هو من ابتكره وتباهى به، لكن مؤخرًا صدعت أصوات خبيرة تحذر من انقلاب السحر على الساحر وتحكم “الروبوت الإنسان” بقدراته الخارقة على البشر.. فمتى يصبح الذكاء الاصطناعي تهديدًا وجوديًا للبشرية؟
كلمة السر تكمن في لغة “بايثون” المستخدمة في التحكم بالذكاء الاصطناعي، وتخريج العديد من تطبيقاته، بما يتضمن: معالجة اللغة الطبيعية، والتعلم الآلي، والشبكات العصبية، والذكاء الصناعي العام.
في الأثناء دق مسؤول عمل سابقًا بشركة “جوجل” ناقوس الخطر، من أن يتحول الفيلم الأمريكي الشهير “آي روبوت” إلى عالم الواقع، وذلك إذا ما رأى “الذكاء الاصطناعي” يومًا أن الناس لا بد من السيطرة عليهم أو أنه يجب التخلص منهم.
الموقع البريطاني “إكسبريس”، نقل عن مسؤول كبير بمؤسسة جوجل إكس، محمد جودت، والتي تعني بالتطور، تصريحه بأنه بعد انطلاق “شات جي بي تي”، فإن هذا الذكاء الاصطناعي قد يقرر أن يقضي على البشرية تمامًا.
مكمن الخطر حسبما يوضح الخبير، بأنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يولد الطاقة لأجهزة الكمبيوتر ويتحكم من خلالها بالمعدات العسكرية.
ولم يستبعد الخبير السابق بجوجل أن يصنع الذكاء الاصطناعي آلات مدمرة مثلما يفعل البشر ويحتمون بها كما في فيلم الخيال العلمي “آي روبوت” بطولته النجم الأمريكي ويل سميث.
في الوقت ذاته هدأ محمد جودت، من المخاوف المحتملة جراء الإفراط باستخدام الذكاء الاصطناعي، قائلا: إن هذا التصور لا يزال بعيدًا إلى حد ما.. لكنه قال أيضًا: نحن في نصف الطريق، والإنسانية هي التي ستقرر ما إذا كانت ستعطي الكثير من القوة والقدرة في التحكم لأدوات الذكاء الاصطناعي.
في الآونة الأخيرة، أوضح استطلاع لـ “رويترز/إبسوس”، أن معظم الشعب الأمريكي يرى أن التقدم الهائل والذي يجري بوتير سريعة لتكنولوجيات الذكاء الصناعي أو الاصطناعي قد يعرض مستقبل الإنسان للخطر.
كما لم يخف لاستطلاع، أن أكثر من ثلثي الأمريكيين يشعرون بالقلق من تداعيات الذكاء الاصطناعي السلبية؛ إذ يرى 61 بالمئة منهم أن ذلك التطور رغم أنه قد يكون مفيدًا لكنه قد يهدد الحضارة البشرية والوجود الإنساني بصورته الطبيعية.
أخيرًا التأثير المخيف للذكاء الاصطناعي على مستقبل مهن وأعمال الإنشان، هو فقط ربما يكون شيء صغير أو نقطة في بحر من السيناريو الأشد والأسوأ، الذي يهدد العالم حال لم يتم أخذ كل تلك التحذيرات من المختصين في الاعتبار.
الأب الروحي للذكاء الاصطناعي جيفري هينتون، نفسه، يعد أن ترك وظيفته في شركة جوجل يشدد على ضرورة عدم التعجل بتطوير الإصدارات الأحدث من البرامج الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وقبل أن نفهم ما إذا كان بإمكان الإنسان التحكم فيها بشكل صحيح وآمن، مع تفادي تحولها لأنظمة مستقلة خارج سيطرة البشر!