لم تمر سوى ساعات قليلة على زلزال تركيا الضخم، إلا أن تداعياته كان لها أثر عظيم ليس على الداخل التركى فقط ولكن امتدت إلى الدول المجاورة، لاسيما مع تأثر أحد أهم السدود التركية بالزلزال وقيام السلطات التركية باتخاذ إجراءات ضرورية بتفريغ مخزون السد للحفاظ عليه، ما يفتح الباب إلى آثار تعرض سد النهضة للزلازل والبراكين مما قد ينتج عنه آثار مدمرة على مصر و السودان، لاسيما أنه فى منطقة زلالزل.. هل يصيب الزلزال سد النهضة؟
ضرب زلزال بلغت قوته 7.9 درجة جنوب تركيا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وشعر به سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وقد خلف الآلاف من الضحايا في تركيا وسوريا، إضافة إلى انهيار عدد كبير من المباني وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.
ومع قوة الزلزال وآثاره القوية، اضطرت تركيا لفتح بوابات سد إليسو العملاق تجاه العراق للتخفيف عن الضغط المتزايد على السد تحسبا لحدوث انهيار بسبب الزلازل المستمرة، لاسيما مع ظهور تقارير تتحدث عن أضرار جانبية تعرض لها السد بسبب الزلزال الضخم، والذي كان يمنع المياه عن العراق.
سد إليسو هو سد اصطناعي تركي ضخم افتتح في فبراير 2018 و بُدِأَ في ملء خزانه المائي في 1 يونيو 2018، أقيم السد على نهر دجلة بالقرب من قرية إليسو وعلى طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق في تركيا، وهو واحد من 22 سد ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول والذي يهدف لتوليد الطاقة الهيدروليكية والتحكم في الفيضانات وتخزين المياه
وأعلن وزير البيئة التركي، مراد قوروم، أن 684 هزة ارتدادية، وقعت حتى الآن في جنوبي البلاد.
ظروف سد إليسو التركى، متشابهة مع سد النهضة الإثيوبى لاسيما أنه يقع كذلك في منطقة حزام زلازل فى القرن الإفريقي، حيث يقع فى نطاق الأخدود الإفريقي العظيم الذى يقسم إثيوبيا نصفين، وهي أنشط المناطق الزلزالية والبركانية فى القارة الإفريقية”.
وسبق أن تعرض سد النهضة خلال الأشهر الماضية لأكثر من 4 زلازل متتالية خلال وقت بسيط، دون أن تكشف أديس أبابا عن مدى تعرض السد لأضرار نتيجة للهزات الأرضية القوية.
وأكد الخبير الجيولوجي عباس شراقي، أن الموجات الزلزالية تحيط بسد النهضة من جميع الاتجاهات وكلما كان الزلزال عميقا يمتد انتشاره أكثر على المستوى الأفقي، ومن المتوقع أن تؤثر مثل هذه الزلازل في المستقبل على سد النهضة، خاصة عند ملء البحيرة، حيث أن المياه تشكل وزنا إضافياً على سطح الأرض”.
وأوضح قائلا: “الامتلاء بـ74 مليار م3 يعنى 74 مليار طن وزن، ويزداد التأثير مع وجود الفوالق والتشققات التي يحدث لها تنشيط بحدوث زلازل مجاورة، ومما يثير المخاوف أيضا هو زيادة سعة تخزين سد النهضة من 11.1 مليار م3 في تصميم مكتب الاستصلاح الأمريكي عام 1964، إلى 74 مليار م3 لتحقيق رغبة رئيس وزراء إثيوبيا الراحل مليس زيناوي، بأن يبنى أكبر سد فى إفريقيا لإنتاج الطاقة الكهربائية دون النظر للجدوى الاقتصادية، أوعن التأثير المدمر على السودان وربما مصر فى حالة الانهيار”.