خواطر نزار قباني عن الفراق ، يعتبر الشاعر نزار القباني من الشعراء العمالقة القدامى الذين تغنى الكثير من الناس بأشعارهم، حيث أنه كتب عن المرأة والحب والفراق والكثير من الأشعار الأخرى، ومازالت أشعاره تداول بين الناس حتى الأن.
فإليكم خواطر نزار قباني عن الفراق:-
أسألك الرحيلا
لنفترق قليلا..
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا..
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..
ما زالَ منقوشا على فمينا
ما زالَ محفورا على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا
لنفترق أحبابا..
فالطيرُ في كلِّ موسم..
تفارقُ الهضابا..
والشمسُ يا حبيبي..
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورة..
كُن مرةً سرابا..
وكُن سؤالا في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائع
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلة
وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا..
لنفترق.. ونحنُ عاشقان..
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ
أريدُ أن تراني..
لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا
نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق..
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..
كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا..
أخافُ من عناقنا..
فباسْمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظلَّ حبنا جميلا..
حتى يكون عمرُهُ طويلا..
أسألكَ الرحيلا..
________________________________
ماذا أقول له
ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه ؟
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه ؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده ؟
وأن تنام على خصري ذراعاه ؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي ! هل أنا حقا حبيبته ؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه ؟
أما انتهت من سنين قصتي معه ؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه ؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه ؟
فكيف أنجو من الأشياء رباه ؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه ؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه ؟
وكيف أهرب منه ؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه ؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..
بريدها الذي لا يأتي
تلكَ الخطاباتُ الكسولةُ بيننا
خيرٌ لها.. خيرٌ لها.. أن تُقْطَعَا
إنْ كانت الكلماتُ عندكِ سُخْرَة
لا تكتبي. فالحبّ ليس تبرّعا
إني لأقرأ ما كتبتِ فلا أرى
إلاّ البرودةَ .. والصقيعَ المفْزِعا..
عفويةً كوني. وإلاّ فاسكتي
فلقد مللتُ حديثَكِ المتميّعا
حَجَريّةَ الإحساس .. لن تتغيّري
إني أخاطبُ ميّتا لن يَسمعا
ما أسخفَ الأعذارَ تبتدعينها
لو كان يمكنني بها أن أقنعا
سنةٌ مضتْ. وأنا وراء ستائري
أستنظر الصيفَ الذي لن يرجعا..
كلُّ الذي عندي رسائلُ أربعٌ
بقيتْ – كما جاءت- رسائلَ أربعا.