كانت هذه المهندسة السورية بحكم تخصصها تسير بين الزراعات السورية ليلا بينما اصطدمت قدماها بأحراش تُحدث صوتا بين النبتات المتجمعة.. لم تهتم كثيرا بتأثير تلك النباتات على ملابسها بقدر اهتمامها بالتفرغ تماما لتتبع مصدر الصوت
والحصول على جميع الخبايا الدفينة في باطن الأراضي السورية الخضراء.
إنها المخترعة السورية «فاتنة النمر» التي أصبحت الاسم الأبرز لدى مراكز الصناعة والإنتاج بعد أن توصلت إلى مصدر جديد للثروة في بلادها يؤهل بلادها إلى الانضمام إلى أربعة عشر دولة معروفة بأنها أباطرة المال.. بالتجارة في السلع النادرة التي
خف وزنها وغلا ثمنها.
استثمار أسرار الدراسة
استثمرت «فاتن النمر» جيدا دراستها لمجال الزراعة بعد أن عملت مهندسة زراعية وكانت ترى منذ أول أيام دراستها في الجامعة السورية أن دور المهندس الزراعي لا يقتصر على اعتباره مجرد وظيفة أو الإشراف على الزراعات وتتبع مراحل نموها للحصول على محصول وفير.. كل ذلك بالنسبة لها أهداف مشروعة لكن غير المشروع أمام فاتن النمر هو تجاهل النعم
المتدفقة من أراضي بلادها والتي اعتبرها الخبراء مصدر الثراء الأوفر.
مفاجأة في الأحراش
تذكرت المخترعة السورية تلك الإحراش الجافة التي كنت تصدر صوتا حال تشابكها بملابس الأشخاص الذين يمرون بها ليلا.. وتفرغت تماما لجميع المعلومات عن تلك الأحراش وعصارة المواد المستخلصة منها وظلت تؤمن بأن سوريا ليست أقل من مثيلاتها من الدول التي تم تصنيفها من المراكز والجهات الدولية ذات الصلة بأنها «ملوك العصارة».
عصارة غنية تقدر بالملايين
أولى مراحل التجارب التي باشرتها المهندسة السورية ركزت خلالها على «عُصارة الأحراش» المتناثرة في أراضي البلاد وعلمت من أمرها عجبا.. فلقد تبين لها أن تلك الأحراش تحتوي على عصارة نادرة من المواد التي تدخل في صناعة أغلى سوائل العالم، فضلا عن المواد الفعالة المستخلصة من تلك العصارة والتي تساعد في مواجهة أصعب الأزمات الصحية العالمية.
معلومات كاملة بأدلة موثقة
أمضت المهندسة السورية مرحلة أخرى من التجارب التي قررت أن تجريها على التربة السورية ودرست إمكانية تحويل قائمة الأحراش البرية التي تنمو بشكل طبيعي إلى بيئة زراعية منظمة في سياق مشروع زراعي منظم.
وأعدت «فاتن النمر» تقاربر موثقة بالمعلومات والإحصاءات والتقارير الأرصادية التي تتناول حالة الطقس والمناخ السوري.
مواعيد الحصول على الأرباح
وأخيرا تحققت لها أمنيتها بالحصول على محصول منتظم من أحراش نباتية كانت تتناثر بشكل بري في مختلف المحافظات السورية النائية ولم يكن أحد يتمكن من الحصول عليها والاستفادة من عصارتها في غير مواسم نموها المعتادة .. وحتى مواعيد تلك المواسم غابت عن ملايين السوريين من الأجيال الجديدة الذين تلاشت لديهم المعلومات عن أسرار تلك العصارة
التي كان يدرك الأجداد قيمتها جيدا.
مادة متعددة الاستخدام
بحصولها على العصارة النادرة أعلنت المهندسة السورية فاتن النمر عن الإنطلاقة الحقيقية لمشروعها الذي يدر أرباحا بالملايين فهذه العصارة لا يتم استخدامها في مجال واحد بل إنها مستخدمة في:
أولا: لدى أكبر مصانع الأدوية العالمية
وثانيا: لدى صناع إطلالات الجمال لأكبر نجومونجمات السينما العالمية
ترتيب جديد بين 14 دولة
حمل المشروع اسم “عطر الأرض” وفقا لأهدافه التي تتضمن الحصول على عصارة النباتات العطرية لوضع سوريا بين قائمة صناع العطور العالميين والتي تضم أربعة عشر دولة كذلك توصلت المخترعة إلى فوائد خاصة من نبات الزعتز الذي بدأت استزراعه على نحو منتظم.