يشهد العالم موجة من تغير المناخ لم يشهدها على مر التاريخ، وضرب الجفاف قلب أوروبا وكأنه إنذار لخطورة الأزمة فكيف أصبح الوضع؟
جفاف نهر لوار
فمثلا نهر لوار الذي ينبع من جبال إقليم الأرديش جنوب شرقي فرنسا ويمتد مساره حتى يصب في المحيط الأطلنطي.
عندما اشتد الجفاف في فرنسا، أدى ذلك إلى انتفاء المياه من النهر تقريبا.
وأظهرت الصور جسرا يمر فوق النهر، لكن لا مياه تتدفق تحت الجسر، إنما أرض جرداء تتخللها بقع مائية متناثرة هنا وهناك.
وهذا لم يحدث منذ أكثر من 5 قرون، ويستمر اشتعال الغابات في فرنسا رغم وصول فرق الإطفاء من الدول الأوروبية.
وتواصل فرنسا تسجيل أرقام قياسية على صعيد الجفاف، مما أدى إلى تضاءل كميات المياه الجارية في أنهارها العظيمة، مثل نهر لوار ونهر دوردون. واختفت المياه كليا في بعض المناطق مثل البحيرات الإقليمية والخزانات.
انحسار نهر الراين
وأيضاً انحسار منسوب نهر الراين، إلى مستوى منخفض بسبب الجفاف المستمر في ألمانيا.ومنسوب المياه في بلدة كاوب بالقرب من فرانكفورت انخفض إلى أقل من 40 سنتيمترا. ويُرجح أن مناسيب المياه ستشهد انخفاضا آخر خلال الأيام المقبلة.
بريطانيا تعلن حالة الجفاف
وتشهد أوروبا أشد جفاف منذ عقود، في ظل حالة انخفاض منسوب المياه في عدد من الأنهار والبحيرات.
بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار، وهذا الأمر جعل الحكومة البريطانية، تُعلن رسميا، حالة الجفاف في جنوب، ووسط وشرق المملكة.
وهو الأمر الذي دفع المجموعة الوطنية للجفاف، التابعة لوكالة البيئة البريطانية، للإعلان أن الحكومة ستفرض قيودا على الاستخدام التجاري للمياه في المناطق المتضررة.
الصيف الأشد حرارة في التاريخ
في ظل هذا الصيف الحار والجاف سجل أرقاما قياسية في درجات الحرارة في جميع أنحاء الدول الأوروبية، بدأت أنهار القارة تتبخر،.
وفي مواجهة هذه الموجة الحارة غير المسبوقة في بريطانيا، تم إلغاء العديد من رحلات القطارات، وسجلت أكثر من 20 محطة أرصاد جوية في فرنسا، أعلى درجات الحرارة على الإطلاق.
واندلعت شرارات الغابات في العديد من المناطق في فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا واليونان. أما في القارة الآسيوية، فقد وصلت درجة الحرارة في بعض المقاطعات الصينية، إلى نحو 40 درجة مئوية.
وبلغت في شنجهاي حوالي 41 درجة، وهي أعلى درجة حرارة تعرفها المدينة منذ بدء رصد درجات الحرارة. وبحسب تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، سترتفع درجات الحرارة في المناطق الأوروبية بسرعة تفوق أي منطقة أخرى.
ويؤكد علماء في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن هذا النوع من موجات الحرّ، كمثل الذي تشهده أوروبا في الوقت الحالي، سيكون أمرا طبيعيا في المستقبل نتيجة لتغيُّر المناخ.
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، من أن “نصف البشرية في منطقة الخطر”، وهي تواجه الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة.
هذا وقد تسببت الأزمات المرتبطة بالمناخ والطقس خلال السنوات العشر الماضية في رحيا أكثر من 400 ألف إنسان، وأثرت على أكثر من مليار آخرين كل عام في جميع أنحاء العالم.
شاركونا بأرائكم هل البشرية على وشك الانتهاء؟