في وسط غابات التشيك الكثيفة وبين مستنقعاتها وجبالها تقف قلعة هوسكا وحيدة، لا تخشي الظلام الذي يحيط أسوارها، ولا تقلق من كل تلك الأساطير التي تعلقت بتاريخها الطويل، حيث استمدت القلعة التي لم يسكنها بشر من قبل قوتها من ساكنيها، فما بين أصوات حوافر حديدية أو أطياف أشباح تدور في سرعات خاطفة تتلخص قصتها، أما تفاصيلها فسنرويها لكم في التالي:
الحفرة العميقة
مثلت الحفرة العظيمة التي بنيت القلعة على أنقاضها بالنسبة لأهل المنطقة بوابة الهاوية، إذ حلقت فوقها مخلوقات سوداء مجنحة ودارت الكثير من الأساطير حول زحف كائنات نصفها على شكل بشر والنصف الآخر على شكل حيوان بالقرب منها.
استطاعت السلطات إقناع بعض المساجين من الذكور المحكوم عليهم بنهاية حياتهم بالنزول إلى الحفرة للتأكد مما فيها مقابل العفو، ومع نزول الرجل الأول بدأ في الصراخ حتى تمكنت فرق الإنقاذ من انتشاله، فوجدوه قد أبيض شعره وملأت التجاعيد وجهه ويهذي بكلمات غير مفهومة، فتم تشخيصه بالذهان وتوفي بعد يومين في ظروف غامضة.
قلعة الشياطين في التشيك
بنيت القلعة على أنقاض تلك الحفرة العميقة الغامضة التي تصل إلى باطن الأرض، فلا تُرى نهايتها، ويعتقد البعض أن منها تخرج الشياطين المجنحة والكائنات الغريبة باعتبارها موطنهم، حيث يؤكد الكثير من الناس تلك الحقيقة التي لا تقبل الشك في نفوسهم، وخاصة لدى الزوار الذين جاءوا لرؤية ما سمعوه من أساطير عن ذلك المكان المخيف، حتى تأكدوا منه.
خمسة وعشرون عامًا كاملة استمر فيها بناء تلك القلعة في مستقرها المخيف، حيث تتميز ببنائها على الطراز القوطي القديم، على قمة جبل صخري يبتعد عن الريف التشيكي بهدف إدارة الملكيات الواسعة في البلاد، القلعة مخيفة حتى في شكلها الخارجي، إذا تعد نوافذها الخارجية نوافذ مزيفة غير حقيقية، فهي مجرد واجهات ديكورية.
الأساطير التي تدور حول القلعة
إلى يومنا هذا لم تتوقف الأساطير المخيفة والمرعبة التي تنال من قلعة هوسكا، وأغلب تلك الروايات تحدث ليلًا إذ تحاول مخلوقات شيطانية أن تشق طريقها إلى سطح القلعة، فتسمع صوت خدشها واحتكاك حوافرها الحديدية لتخيف من يقفون أعلاها.
كما أن هناك العديد من الأشباح الغامضة تتجول في الغرف والقاعات الفارغة من القلعة، وذلك بحسب روايات بعض الزوار والسياح الذين زاروا المكان بالفعل، إذ خلصوا في تجربتهم المرعبة بذلك المكان المخيف إلى أن قلعة هوسكا مسكونة بالأشباح.
أما سر الاصوات البعيدة التي تأتي من أسفلها هي فصوت ذلك المخلوق الغريب الذي أكد بعض السياح رؤيته، تختلط هيئته ما بين الإنسان والضفدع، ويخرج من مخبأه السفلي ليتجول حول القلعة في رحلة سريعة خاطفة ثم يعود إليه مرة أخرى، كما تحتوي القلعة على مخلوقات آخرى ما بين ذلك الكلب الأسود الضخم، أو الجسد الذي ليس له رأسًا الذي وُجد في فناء القلعة.. فهل تجرؤ على زيارتها؟