هل سمعتم قبل ذلك عن كهف مجلس الجان؟ هو أحد أكبر الكهوف التي تقع تحت الأرض في العالم، من دخل إلى جوفه لايعود والمغيّبين في أعماقه مُحتجزون…. فما قصة هذا الكهف؟
معظم الاشاعات والاساطير عن “كهف مجلس الجان” تتمحور حول الجان والاشياء المخيفة، فيقال بانة مسكون، وكانت على جدرانه تُشاهد خيالات تتحرّك وتنتقل ويقال انه يسمع فيه أصواتاً تأتي من صوبه، وقيل إنّ «من دخل إلى جوفه لا يعود»، وإنّ أيضاً «المغيّبين في أعماقه مُحتجزون». هذا ما نسجه الشعوب العمانية في مخيلتهم حول “كهف مجلس الجان”.
يقال انه يوجد بيه قوىً خفيةٍ بسبب الضوء النافذ من فتحات الكهف الثلاث وما تحدثهُ من أشكالٍ وخيالاتٍ متحركة ويعتقد البعض أيضا أن مجموعة من الجان يجتمعون داخل التجويف فلذلك سمي “بكهف مجلس الجان”
وفي إحدى الروايات تقول ان كان هناك امرأة صالحة تدعي سلمي كانت تراعي الأغنام، وحين غفلت عنهم اكلهم النمر العربي فانزعجت وغضبت كثيرا ودعت ربها كثيرا ان ينتقم لها من الجان فأرسلت السماء سبه نيازك أدت الي تكوين الفتحات الموجودة في جدار الكهف ويقال ان عدد النيازك بعدد خرافها لذلك سمي “بكهف سلمي”.
القصة بدأت اثناء بحث مجموعة من الخبراء عن الصخور الكربونية بغية اكتشاف احتياطيات مائية جوفية عميقة، وتم اكتشاف الكهف عن طريق الصدفة، يقع “كهف مجلس الجان” في محافظة مسقط – ولاية قريات في سلطنة عمان، ضمن منطقة فنس (هضبة سلمى)، ويعد ثاني أضخم كهفٍ في العالم.
تبلغ مساحه الكهف حوالي 61 ألف م2 ويصل طولة إلى 310 أمتار وعرضه 225 متراً، ورغم ضخامة حجمه إلا أن من الصعب اكتشافه من خارجٍ في هذه المساحة الكبيرة، ويوجد به خمسٍ فتحات تدل علي وجودة من الخارج ،و قبل أن يتطوع أحد العاملين لنزول الكهف للبحث عن المياه الجوفية كان يشكل لهم رعبا، وفي عام 1983هبط أحد الخبراء التنقيب الي الكهف لأول مرة ويدعي “دون ديفيسون”، وذلك عبر الفتحة التي يبلغ عمقها 120 متراً وهي أقل الفتحات ارتفاعاً بين الفتحات الثلاث، وفي العام التالي لعام 1984م قامت زوجته “شيريل جونز” لتهبط من أعمق فتحة (عمقها 158 متراً). ثم جاء بعد ذلك”دون جونز” ليهبط من الفتحة الثالثة في عام 1985م.
ويتميّز كهف «مجلس الجان» بجمالياته الفريدة من البلورات والمنحوتات الجيرية والحياة الفطرية التي تؤهله لأن يكون مزاراً سياحياً وعلمياً واعداً، وهو ما تبنته وزارة السياحةِ العمانيةِ بالفعل من خلال عملها الدؤوب على دراسة الخصائص الطبيعية والعلمية للكهف والجدوى الاقتصادية لتطويره واستقطاب الخبراء المتخصصين في هذا الشأن، وتهدف من وراء ذلك إلى تتويج هذه الجهود مستقبلاً في تهيئة الكهف ليكون معلماً سياحياً متاحاً لجميع فئات السياح، وليس حكراً على المتخصصين في استكشاف الكهوف، أو الرياضيين الباحثين عن المغامرات.