واحدة من أغرب البقاع على كوكب الأرض، فبالرغم من كونها واحدًا من أبرز المناطق السياحية في الجزائر التي تلفت أنظار الزوار من كل تجاه وصوب، إلا أن الغموض الذي يكتنفها يثير العديد من التساؤلات حولها، إنها سيفار مملكة الجان ومتاهة الكهوف الأعجوبة الثامنة في العالم، ما الذي تعرفه عنها؟
في عمق الصحراء الجزائرية، وتحديدًا في ولاية إليزي على هضبة شاسعة تسمى «طاسيلي ناجر» توجد غابة سيفار، والتي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وتعتبر أكبر مدينة متحجرة في العالم والأعجوبة الثامنة في العالم.
غرابة هذا المكان، دفع الجزائريين لإطلاق عليه اسم «بوابة الجان» لأنها أكبر مدينة كهوف في العالم، تحوي جدرانها على العديد من الرسومات من العصر الحجري، لم يتجرأ أحد حتى الآن دخول هذه المدينة كاملة، واكتفوا باكتشاف أجزاء منها فقط، لأنها تشبه متاهة وفي حالة دخول أي شخص فيها لم يستطع الخروج إطلاقًا.
وتعددت أسماء تلك المدينة، لأنها وأطلق عليها أكبر تجمع للسحارين وبني إبليس، ومع البحث وجدوا فيها رسومات لفضائيين.
وتحتوي تلك المنطقة على تاريخ العديد من الحضارات العريقة والمتطورة جدا، لأنهم يعتقدون أنها تحتوي على كنوز الملوك السبعة للجان ويعتبرونها ثانِ أخطر مكان بعد مثلث برمودا بسبب وجود قوة مغناطيسية كبيرة.
تمتلك مدينة بوابة الجان، مناظر أثرية مذهلة ومناظر طبيعية خلابة يعود تاريخها إلى حوالي 10000 عام، يُنظر إليها البعض على أنها أكبر متحف في الهواء الطلق في العالم، كما أنها تعتبر أكبر مدينة كهفية في العالم- مدرجة في قائمة التراث العالمي منذ عام 1982.
تضم «بوابة الجان» مئات الآلاف من المنحوتات والرسومات ولوحات الكهوف، وتحتوي على أكثر من خمسة آلاف منزل كهفي وأكثر من 15 ألف لوحة جدارية.
وتم اكتشاف نقوش على جدرانها للإنسان والحيوان، تعود تاريخها إلى أكثر من 20 ألف عام، وفقًا لما جاء في أحد المواقع الأجنبية.
في هذا الفن الصخري الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، تكون الرؤوس البشرية المنقوشة على جدران تلك المدينة دائرية بشكل منهجي وبسيطة ومزينة بأنماط هندسية ومطلية باللون الأحمر ومُعززة بالأبيض والأزرق الرمادي والأصفر.
تحمل «بوابة الجان» العديد من الشخصيات والرموز المذهلة، بها تراثًا ثقافيًا عظيمًا يشهد على العلاقة القوية بين الإنسان وبيئته، ويصور الفن الصخري ثقافات ما قبل التاريخ القديمة وتطور الحضارات في المنطقة.
والرسومات والنقوشات الموجودة على الجدران، من فترات مختلفة على رأسها رصد للسكان الذين عاشوا في هذه المنطقة والذين تركوا وراءهم العديد من الآثار الأثرية.
كما يمثلون ممارساتهم الدينية وحياتهم اليومية والاجتماعية، تظهر الصخور الأخرى صورًا لتدجين الخيول والإبل وتظهر الأنواع التي تعتمد على الماء، مثل فرس النهر والأنواع المنقرضة في المنطقة لعدة آلاف من السنين.
مدينة «سيفار» الغامضة هى قيمة عالمية بارزة تجمع بين الأنواع الحيوانية والنباتية من النوع الصحراوي والاستوائي والمتوسطي، والتي تتكيف مع المناخ القاسي، ومع ذلك فهي أكثر عرضة للتدهور الناجم عن الظروف المناخية بسبب قسوة الصحراء.