يصفها البعض بأنها أعجوبة طبيعية لا مثيل لها حتى في القصص والروايات، لدرجة أنها خلبت عقول الشعراء والمؤرخين.
سكنها قوم عاد الأولون، واختبئ فيها ثوار الجزائر الجدد وكانت شاهدة على الكثير من القصص والحكايات المثيرة.
ما الذي تعرفه عن “مغارة بني عاد”، معجزة باطن الأرض في الجزائر.
تقع مغارة «بني عاد» ببلدة «عين فزة» الواقعة بمحافظة تلمسان المعروفة بـ «لؤلؤة المغرب العربي» ومدينة المساجد العتيقة.
تمتاز المدينة بقساوة صخورها وزرقة بحرها الرائق، ونسماتها الجبيلة العليلة والتي تتخللها من آن لأخر صفعات من أشعة الشمس الحارقة.
لكن بمجرد دخول مغارة «بني عاد»، ستنسى أشعة الشمس الحارقة، فنسمات الجو بالداخل باردة ودرجات حرارته ثابتة طوال العام عند 13 درجة مئوية.
المغارة خلابة من الداخل، ستشعر وأنت تسير داخلها وكأنك تسير تحت زخات المطر، بسبب قطرات المياه الباردة التي تتساقط عليك من سقفها المليء بالصخور الكلسية والتي تشبه أشجار النخيل.
ويتخذ الحمام من زواياها مسكناً آمناً، تتردد فيها أصوات هديله طوال اليوم ويستمر بالدوران حول نفسه ونفخ ريشه الأبيض منه والأزرق، كاسرا صوت الماء المتساقط على أرض المغارة.
كما أن حُجرات المغارة لها طبعها المميز هي الأخرى، لدرجة تكاد تنافس بها المنحوتات البشرية جمالا، فتجاويفها الطبيعية تكتسي باللون الأصفر المائل للحمرة، والمتحول في الظلام إلى اللون البني.
أما في الجهة الجنوبية، فتوجد قاعة كبيرة طولها 50 مترا وعرضها 60 مترا، بمجرد دخولك لها ستصادفك منحوتات رائعة على صخور الكهف تشبه برج بيزا الإيطالي، ومنحوتا عليها لفظ الجلالة وأخرى تشبه تمثال «الحرية» بالإضافة للعديد من التماثيل الرائعة.
أسفل المغارة، قاعة كبيرة يطلق عليها «قاعة الثوار» وسميت كذلك؛ لأن ثوار الجزائر كانوا يختبئون من قوات الاحتلال الفرنسي بداخلها.
الأمر الذي اكتشفه الاحتلال الفرنسي، وقام بتدمير النفق المؤدي للمغارة ولا زالت آثار فِعْلَتِهِ تلك ظاهرة إلى اليوم.
سبب التسمية
أما عن سبب تسميتها بهذا الاسم الغريب، فسنجد إجابتنا المنشودة في قصر المغارة الواقع بجنوبها، والذي يشاع أنه كان قصر الملك الذي كان يحكم قوم عاد.
وحينما تدخله ستبدو وكأنك في حضرة ملك فعلا، فـ فور دخولك لن تسمع صوتا واحدا في تلك القاعة، إلا ربما صوت بعض قطرات المطر المتساقطة في إيقاع موسيقي منظم.
وهناك بالداخل أيضا كهوف الباز، وهي مغارة تخبئ الكثير من الحقائق التي تراكمت مع مرور السنين والأزمان.
كيف اكتشفت
ويعتقد الباحثون أن المغارة جرى اكتشافها عام 1917م، وتحديدا أثناء فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر. كان هذا على سبيل الصدفة البحتة، عندما كان عمال إحدى الشركات الفرنسية للإنشاءات العامة بصدد شق نفق، وبالصدفة اكتشفوا أن هذا النفق يؤدي لسلسلة من الكهوف العجيبة والغريبة إلى أن أوصلتهم في النهاية إلى مغارة قوم عاد.
وتعتبر مغارة عاد ملجأ للسياح من جميع أنحاء العالم، إذ تستقطب سنويا أكثر من 135 ألف سائح من بينهم أجانب، وتصنف المغارة بأنها الثانية عالميا من حيث الديكور، وتعد الأولى والأجمل في شمال أفريقيا كلها.