أغرب قرية في إفريقيا، فهي قرية يعيش بها النساء فقط، وممنوع دخول الرجال إليها، باستثناء رجل واحد يحق له الدخول
ما حكاية هذه القرية وما الذي يحدث فيها، نستعرض قصتها سويا.
في أشهر قرية للنساء فقط -والممنوع دخولها على الرجال منذ نشأتها قبل 25 عامًا- نقلت مراسلة الصحيفة البريطانية قصة أغرب قرية للنساء فقط في أفريقيا.
وتبدأ قصة تلك القرية التي أنشأها 15 امرأة كينية- كأول قرية للنساء فقط في إفريقيا منذ عام 1990، وأطلقن عليها قرية “أوموجا”، التي تعني باللغة السواحلية “الوحدة”، وهي تقع على مسافة حوالي 350 كيلومترًا غرب العاصمة نيروبي، ويوجد بها حاليًا 47 امرأة و200 طفل ورجل واحد.
أسست ناجوسي لوكيمو القرية، بعد أن فرّت من قريتها مطلع تسعينيات القرن العشرين، بعد أن تعرضت للاعتداء على يد 3 جنود بريطانيين من عناصر الأمم المتحدة، عندما كانت ترعى ماعز وأغنام زوجها.
وقالت لوكيمو: “حكيت لزوجي عن تلك الجريمة، وكنت أعتقد أنه سيفهمني، ولكنه صاح قائلًا: “لقد جلبت العار لأسرتي”، مضيفة أنها هامت على وجهها في الصحراء لمدة 90 يومًا، دون طعام أو شراب، بعد أن فرت من قريتها.
والتقت لوكيمو بعد فرارها بعديد من النساء اللاتي عشن تجارب مشابهة، وتنقلن معًا بين المزارع، وحاولن بيع الخضراوات من أجل العيش، ولكن دون جدوى، إلى أن تمكنّ من تأسيس قريتهن، ويعشن على نحو بسيط للغاية، وكسب دخل منتظم يوفر الغذاء والكساء والمأوى للجميع.
وقالت “جين” (38 عامًا) -مقيمة في قرية “أوموجا”- إنها حضرت هي وأطفالها، بعدما تعرضت لقسوة وسوء معاملة من زوجها بسبب مرضها، وتشعر بالسعادة من عدم وجود رجال بالقرية، وأصبحت تكسب عيشها من صنع المجوهرات وبيعها للسياح، وترى أنها قرية نموذجية، لأنه لا يوجد رجال يعيشون فيها.
وتقول “مميسي” -وهي موظفة الاستقبال الرسمي بالقرية، والتي تمشي بخيلاء وفخر، وحبات العقد المزركش تزين رأسها ورقبتها-إنها هربت من زوجها بعد يوم واحد فقط من الزواج، في عام 1998، عندما كان عمرها 11 عامًا فقط، بسبب إرغامها على الزواج منه، وكان عمره 57 عامًا.
وقال عديد من النساء بالقرية “إنهن لا يستطعن تخيل العيش مع رجل مرة أخرى، بعد أن عشن في “أوموجا”. ويعدّ “لاتوكي” هو الرجل الوحيد الذي يدخل قرية النساء “أوموجا”، ولا يعيش فيها بشكل دائم، ولكنه يأتي إليها قبل شروق الشمس يوميًّا لرعاية الحيوانات التي تقوم القرية بتربيتها.
إحدى السمات الفريدة في نساء مجتمع أوموجا هي محاولتهن نشر ثقافة حقوق المرأة في المناطق والقرى المجاورة.
إذ تقوم النساء الأكبر والأكثر خبرة في قرية أوموجا بالذهاب إلى زيارة قرى النساء في قرى مقاطعة سامبورو، من أجل تدريبهن وتثقيفهن.
أما القضايا التي يتم الحديث عنها فتتعلق بأمور مثل مخاطر الزواج المبكر، والحقوق الأساسية التي ينبغي على النساء الحصول عليها في منازل والديهن أو أزواجهن.
ولكن كيف تكسب نساء قرية أوموجا قوت يومهن؟
تعتمد نساء قرية أوموجا بشكل أساسي على صنع قلادات الخرز ذات الألوان الزاهية وبيعها لسياح رحلات السفاري أو القادمين لزيارة المحميات الطبيعية في المنطقة لكسب المال لمجتمعهن النسوي.