يتربع فيلم «الناصر صلاح الدين» على رأس قائمة أفضل الأفلام المصرية على الإطلاق، فقد تم ترشيحه لأكثر من جائزة دولية ومصرية، وذلك بسبب حبكته، فالفيلم الرائع بالفعل تم إنفاق ملايين الجنيهات على انتاجه لنراه بهذا الشكل الهائل، فقد تم استخدام المئات من الأدوات العسكرية الضخمة وكذلك المباني والمنشآت التي تم انشائها خصيصا من أجل الفيلم.
عُرض فيلم «الناصر صلاح الدين» في دور العرض للمرة الأولى عام 1963، وذلك بعد أن استغرق تصوير العمل من المخرج العالمي يوسف شاهين ما يقرب من الخمس سنوات.
وبالرغم من عبقرية الحبكة الدرامية للفيلم إلا أنه كان به أخطاء تاريخية فادحة، فلم يكن ظهور ساعة اليد الخاصة بالفنان محمود المليجي هي الخطأ الوحيد، فإن من أبرز الأخطاء في الفيلم خيانة «والي عكا» والذي جسده توفيق الدقن، والذي جسد دور الوالي الخائن بشكل بارع.
أظهر فيلم «الناصر صلاح الدين» شخصية «والي عكا» على أنه حاكم خائن لوطنه وكانت الحقيقة عكس ذلك، فبالرغم من براعة توفيق الدقن في تجسيد الدو، إلا أن ذلك لا يمت للحقيقة بأي صلة، فقد كان والي عكا آنذاك القائد بهاء الدين قراقوش أحد قادة صلاح الدين المقربين.
عُرف القائد بهاء الدين قراقوش بشجاعته واستبساله في الدفاع عن مدينة عكا طوال عامين كاملين من حصار الصليبيين لها، حيث ضربت البوارج الصليبية حصارها على المدينة لمدة عامين دون أن يستطيع سكان عكا مغادرة أسوار مدينتهم، إلا أن القائد الشجاع بهاء الدين قراقوش فاجئ الصليبيين بحيلة ماكرة وخرج بجنوده من القلعة وقتل 70 فارسًا وأسر الكثير، الأمر الذي دفع الصليبيين لرفع حصارهم عن المدينة وعودتهم أدراجهم.