هل تخيلت يوما أن بشرا يحيون في ذلك القرن وقد توقفت بهم آلة الزمن.. حيث ظلوا على عهد الأجداد الذين عاشوا في تلك المنطقة القاسية من العالم آلاف السنين.. هل تخيلت يوما أن آلافا من البشر يحيون وقد قاطعوا كل ما له صلة بالحضارة الحديثة؟؟ ربما تحار في الإجابة لكن حيرتك تذهب إذا علمت بأمر هذه القبائل.
وسط حياة صعبة يحيط بها الجفاف.. تبدو مناطق البوشمن في أفريقيا قاسية أسماها سكان المناطق القريبة «الأرض الغاضبة» التي أجبرت سكانها على فعل المستحيل من أجل الحياة.
هكذا فعلت الشمس بظهورهم
فشلت محاولة أبناء قبيلة البوشمن في اتقاء قسوة الشمس التي تستهدف ظهورهم دون قدرة منهم على حماية أنفسهم.. وإلى هؤلاء السكان انتقلت قسوة تلك الطبيعة .. فدربوا أنفسهم على سلوك دروب الصحراء التي حفظوها عن ظهر قلب.
الحياة هناك لدى قبيلة «البوشمن» تعود بالإنسان آلاف الأعوام إلى الوراء ويشعر من ينظر إلى تلك القبائل أن عجلة الزمن توقفت بهم .. فتمت تسميتهم «رجال الأدغال» ويسمون أيضا «عديمي الأملاك»..
اسم مثير للجدل ولقب يحمل دلالة
مشاهدهم تبدو أقرب إلى الخيال حيث يحيا «البوشمن» على الصيد و الجمع والالتقاط من الأرض في واحدة من أغرب المناطق في جنوب أفريقيا حيث أعشاب السافانا والجو الحار.
قبيلة المقاومة
تشير التقديرات إلى أن أبناء هذه القبائل مائة ألف شخص ينتشرون في صحاري جنوب أفريقيا وزامبيا وناميبيا.. ويسمون أيضا «السان» والتي تعني أنهم يستهدفون المارة بطرقهم لكنهم يعتزون بذلك الاسم تاريخيا ويعتبرونه إشارة إلى دورهم في مقاومة من حاول سلب حريتهم.
الزواج لدى البوشمن يتم تنظيم مراسمه بين أعضاء كل مجموعة حيث تشكل كل مجموعة منهم خمسة وعشرين شخصا يتآلفون فيما بينهم .. ولديهم مع الطبيعة قدرات غريبة منها قدرتهم على تتبع صحة القطعان والنباتات.
جميع أبناء القبيلة رؤساء أنفسهم
تفرض الأعراف والتقاليد الاجتماعية لدى أبناء قبيلة البوشمن عليهم منع الوصول إلى أي زعامة أو منصب قبلي حيث تقتضي طبيعة تشكيلاتهم الاجتماعية أن يحكم كل فرد نفسه بنفسه وألا يسعى إلى سيادة أو سيطرة.
وصل الأمر بأبناء هذه القبائل إلى تتبع مسارات وحركة «النمل» ودبيبه في أعشاشه حيث يربطون بين سلوك الحشرات وبين حالة الطقس.. أما الطعام بالنسبة لهم فهو ليس مكلفا ولا يحملون له هما.. فيكفي رحلة صيد يحصلون فيها على مرادهم من الحمير الوحشية والثعابين ويأكلونها.
لغز عصير المياه في بيض النعام
الكساء بالنسبة لأبناء القبيلة أيضا لا مجال للشكوى من أسعاره لأنه غير مطلوب وبالكاد يسترون أجزاء من الجسد بجلود حيوانات يستخدمونها أيضا للغطاء.. وبموسم الجفاف يبدأون عصر جذور النباتات لاستخراج ما يعرف بـ «عصير المياه» منها. وحينما ينجحون في الحصول على ماء يحملونها ببقايا قشور بيض النعام!!!!.
يقدس البوشمن حيوان «الإيلاند»، ويلونون الصخور بزعم أن ذلك يفتح بوابات عالم آخر أرحم بهم.. ولذلك الحيوان أهمية خاصة لديهم فدهانه يكون قربانا إلى والد الفتاة التي يريد الشاب الزواج منها ويجب عليها أن تدهن به الوجه كأرقى جزء في جسدها خلال رقصة خاصة.