من جزيرة نائية إلى إمبراطورية كبيرة ثم جزيرة للأشباح والأرواح الهائمة، تحولات كثيرة مرت بها واحدة من الجزر اليابانية التي كانت يوما من الأيام تعج بكل مظاهر الحياة لتتحول بعدها إلى أطلال تواجه وحدها أمواج البحر العاتية.
جزيرة “هاشيما” اليابانية التي أصبحت مدينة أشباح بعدما كانت أكثر الجزر كثافة سكانية في العالم، ما حكايتها وما الذي حدث فيها ؟
في مقاطعة ناجازاكي في اليابان توجد واحدة من الجزر كانت من ضمن 505 جزيرة مهجورة ولكنها أكثرها شهرة، وتبعد عن المدينة حوالي 15 كيلو متراً داخل البحر.إنها جزيرة هاشيما الجزيرة المهجورة أو جزيرة الأشباح كما يطلق عليها الكثيرون.
وفي عام 1890 اشترتها شركة ميتسوبيشي اليابانية وكان ذلك بهدف استخراج الفحم من المناجم الموجودة في قاع البحر تحت الجزيرة.
لذلك قامت ببناء أعلى مبنى في اليابان في ذلك الوقت والذي كان يتكون من حوالي 9 طوابق وبنت أيضا مجمعا سكنيا من أجل عمال المناجم وعائلاتهم الذين بلغت أعدادهم في عام 1959 حوالي 5000 نسمة.
تغيير مفاجئ
لكن بمرور الوقت انتقلت اليابان للبترول كبديل للفحم، وبدأت الاعتماد عليه كمصدر للطاقة وبدأت مرحلة إغلاق كافة مناجم الفحم على مستوى الدولة ، ووصل عدد السكان في تلك الجزيرة إلى 83 ألف فرد ليفوق تعداد السكان في الجزيرة تعداد سكان العاصمة اليابانية طوكيو، لتتحول الجزيرة إلى واحدة من أهم المناطق الكبرى في اليابان .أعلنت ميتسوبيشي إغلاق الجزيرة لأنه لم يعد هناك حاجة لاستخراج الفحم وكان ذلك في عام 1974 .
ظلال وأرواح
وسقطت العديد من مباني الجزيرة ورغم أنه لا تزال هناك مباني قديمة موجوده في تلك الجزيرة إلا أنها بقيت مهجورة تماما خالية من السكان وبدأت تظهر الكثير من القصص حول الجزيرة ولكنها لم تكن مجرد قصص عادية بل قصص مثيرة ومخيفة تتحدث عن ظلال وأرواح وأطلال وأشياء غريبة تحدث فيها .
وتحدثوا عن أصوات غريبة وظلال ترصدها عدسات الكاميرات، ويرجع ذلك كله إلى من رحل من العمال أثناء عملهم في تلك الجزيرة ، فيقولون إن أرواحهم لا تزال تحوم في المكان .
وفي عام 2013 ، أرسلت جوجل شخصا للجزيرة لالتقاط صور واقعية وذلك بهدف عرضها لتسمح للزائرين بالتعرف على أماكن التجول في جميع أنحاء الجزيرة.
أهميتها التاريخية
مع مرور الوقت جذبت جزيرة هشيما انتباه المؤرخين وصانعي الأفلام والمستكشفين، واعترفت الحكومة اليابانية بالأهمية التاريخية للجزيرة في عام 2009 وخصصتها كموقع للتراث العالمي لليونسكو ، كانوا يهدفون إلى الحفاظ على التراث المعماري للجزيرة، والاعتراف بأهميتها التاريخية.
ولكن لا يمكنك زيارة الجزيرة بمفردك، فوضعت الحكومة شرطا أن يكون سفر جميع الزوار ضمن مجموعات سياحية، نظرًا لعدم الاستقرار العمراني على الجزيرة.