«سوف تَنْبُت في هذا المكان شجرة كشجرة نبي الله آدم في جنة عدن المذكورة في كتب الأديان القديمة».
شجرة ورد ذكرها في المرويات والووثائق القديمة، يقول البعض أنها ترجع لنبي الله آدم في القدم وتحمل بين أغصانها قصصا وأساطير عجيبة وغريبة.
ما حقيقة ادعاء البعض أنها من أشحار الجنة؟ وهل فعلا كان آدم عليه السلام يستظل تحت ظلها فعلا؟ هذا ما سنحاول إجابته في التقرير التالي:
تتميز بلاد الرافدين بالعديد من المعالم الأثرية الغامضة والمثيرة للفضول والتي تتنتشر حولها الأساطير على مر الأجيال، ولعل واحدة من أبرز تلك الألغاز المستعصية عن الحل هي شجرة آدم، والواقعة في موقع مميز عند التقاء نهري دجلة والفرات.
تتباين الآراء عند ذكر اسمها، فهناك من يرى أنها معجزة شاخصة أمام أعيننا إلى الآن. فبعض الدراسات التاريخية والأدبية تشير إلى أن عمرها يعود إلى عصور الأنبياء والمرسلين.
وهناك مصادر أخرى ترجع تاريخها إلى عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام، قبل أكثر من ألفي عام، حتى صارت تلك الشجرة تمثل أحد المعالم الأثرية المهمة بالعراق، ويتوافد عليها مئات الأشخاص للتبرك، وطلب الأمنيات.
قدر المختصون عمر تلك الشجرة بأنه يتراوح بين 400 إلى 600 عام، وهناك إشارات أخرى تؤكد أن عمرها يتجاوز الألف عام.
كما ورد ذكر تلك الشجرة في المرويات والوثائق القديمة التي خصت مجموعة من القنصليات والدول وفي زمن الدولة العثمانية، وأُشير إلى وجودها ببعض الكتب حيث أشار كتاب «النصرة في أخبار البصرة» أن تلك الشجرة كانت توجد بالبصرة في قديم الزمان، مما أثار اهتمام الرحالة والمستطشفين باستكشاف منطقة تلك الشجرة.
وينبع اهتمام الرحالة والمستكشفين بهذه المنطقة من تصورهم وفق المرويات المذكورة في العهد القديم أنها هي «الأرض ذات الأنهر الأربعة».
وتوجد تحت الشجرة قطعة من المرمر الأبيض كُتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية، بعدما صلى نبي الله إبراهيم في هذه البقعة عام 2000 قبل الميلاد، قال ستنبت في هذه البقعة شجرة كشجرة آدم في جنة عدن.
ولكن، «شجرة آدم» رغم أهميتها ليست بالضرورة أن تكون هي نفسها التي ذكرتها أو تحدثت عنها الأخبار منذ مئات السنين، لكن الأهم هنا رمزيتها وموقعها.
فمنطقة دلتا دجلة والفرات، امتدت في الزمن السحيق، وبها من الأسرار ما حير العلماء وتنتمي إليها أغلب الأساطير والحكايات، كمكان نزول نبي الله آدم، وولادة نبي الله إبراهيم، وولادة نبي الله نوح وقصة الطوفان الشهيرة.
وقد أطلق على المنطقة «جنة عدن» في التوراة، وذُكرت في كثير من الأبحاث على أنها المنطقة التي نشأت فيها الحضارة السومرية وتميّزت عن الحضارات الأخرى بالرقي الذي وصلت إليه.
لكن في الحقيقة فإن ما يعرف بـ«شجرة آدم»، ما هي إلا شجرة فاقدةُ للحياة منذ أعوام كثيرة، وما هي إلا عبارة عن جذع متيبس مثبت بمادة الإسمنت ومحاط بالرخام، ولكن تكمن أهميتها في قدمها ورمزيتها المكانية المرتبطة بملتقى دجلة والفرات.