بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقعت الكثير من الأحداث التي تركت صدى كبيرا في التاريخ الإسلامي فهو لم يترك خليفة او وصية ما عدا ما قاله في خطبة الوداع ، ولذلك كان ميراث النبي من ضمن الأشياء التي ظلت محل خلاف بين الصحابة ، فهل للأنبياء ميراث يحق لأهلهم التمتع به ، أم أن هناك رأي آخر قاله الرسول وتمسك به بعض الصحابة ومن ثم رفضوا أن يكون هناك ميراث للنبي .
بداية الخلاف
بعد أيام من رحيل الرسول ، واجتماع سقيفة بني ساعدة الذي تم فيه اختيار خليفة النبي ومن يقود المسلمين في اكثر الفترات حرجا في التاريخ الإسلامي ، وهي الفترة التي تلت رحيل الرسول مباشرة ، وربما لهذا السبب تم تأخير تشييع جثمان الرسول حتى يتم حسم مسألة الخلافة والقيادة ، حتى لا يختلف أحد في مسألة الشعائر الأخيرة والطقوس النهائية لتشييع النبي إلى مثواه الأخير ، بالفعل تم اختيار أبي بكر الصديق باعتباره الأقرب والحب إلى رسول الله والذي لازمه وكان صاحبه طوال فترة البعثة النبوية الشريفة.
وبعد أيام من رحيل النبي ذهبت السيدة فاطمة ابنة النبي تطالب الخليفة بميراثها من النبي فطالبت بحقها مما افاء الله على الرسول في المدينة ومن فدك وما تبقى من خمس خيبر وهي حصص معلومة كانت من نصيب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال لها أبو بكر إن الأنبياء لا يورثون ، وفقا لحديث شريف تلاه عليها، ” نحن معشر الأنبياء لا نورث “، وأن كل ما يتركونه يكون صدقة . وفق ما أورده ابن كثير في البداية والنهاية .
على ومقاطعة البيعة
بعد رحيل الرسول وطلب فاطمة نصيبها في الميراث وامتناع الخليفة أبي بكر من إعطائها نصيبها تعرضت لأزمة صحبية حزنا ومكدا على رحيل والدها ، وبايع المسلمون أبا بكر خليفة ، ولكن لم يبايعه علي بن أبي طالب ، وكان من الأعمدة الرئيسية في المجتمع الإسلامي الوليد ، وحين عاتبه البعض احتج عليهم بأنه كان مشغولا في الاعتناء بزوجته فاطمة ومتابعة حالتها الصحية بعد رحيل النبي وحزنها الشديد عليه ، وبعد ستة أشهر من رحيل الرسول رحلت ابنته السيدة فاطمة والدة الحسن والحسين حزنا وكمدا عليه ، وظلت مسألة الميراث متداولة وعليها خلاف بحسب ما ذكر ابن حجر العسقلاني والزمخشري وغيرهما. خاصة أن الخليفة أبا بكر احتج بانه سينفذ كلام الرسول ويعطي كل ما كان له صدقة على روحه ، حتى السيدة عائشة زوجة الرسول وابنة أبي بكر لن تحصل على ميراث لأن الأنبياء لا يورثون .
التصالح والبيعة
بعد رحيل فاطمة ذهب على بن أبي طالب وبايع الخليفة أبا بكر وهو الأمر الذي احتجت به بعض الطوائف واعتبرت تأخير بيعة علي بسبب رؤيته أنه الأحق بالخلافة باعتباره من آل بيت النبي ، وذكرت بعض المصادر أن علي كان قد اعتبر التسرع في مبايعة واختيار الخليفة أمرا غير محمود ويحتاج إلى التشاور والتروي ، ويبدو ان مسألة الميراث ظلت شاخصة أمام عينيه بعد رحيل زوجته ، ورغم ذلك أعلن البيعة لإعلاء كلمة الإسلام وتوحيد المسلمين .