تورط ذلك الرجل في أصعب تصرف يقدم عليه إنسان ومع ذلك فقد دعا له النبي – صلى الله عليه وسلم –.. بعد أن ظهر أمام صحابي بعد رحيله وأبلغ ذلك الصحابي أمره إلى النبي الكريم.. فماذا فعل؟
هاجر النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وهاجر معه الصحابة الكرام – رضى الله عنهم – حيث قرروا أن يمارسوا التجارة الرابحة مع الله بعد أن صدقوا الله ما عاهدوه عليه..
النبي ينشر السلام والإخاء
كان «الطُّفَيلَ بنَ عمرٍو الدَّوسيَّ» واحدا من نجوم الصحابة الكرام الذين هاجروا مع النبي الكريم ولم يكتف بأن يهاجر بنفسه فقط بل هاجر معه قومه إلى المدينة المنورة حيث أقام النبي السلام والإخاء والأمان .. وكان من بين قوم الطفيل رجل بسيط أراد أن يكون بصحبة الرسول.
تصرف يعلم الصحابة حكمه
لكن هذا الرجل أقدم على تصرف صعب كان جميع الصحابة يعلمون حكمه أمام الله وأمام رسوله الكريم.. فقد حرم اللهُ ورسولُه قيام الإنسان بأي تصرف يريد به إنهاء حياته أيا كانت المبررات حيث لا توجد مبررات لذلك أمام أوامر الله ورسوله.. لكن هذا الرجل الذي هاجر مع قوم الطفيل تعرض لأزمة صحية صعبة.. فما سببها؟
أجواء جديدة على المهاجرين
حينما وصل مجموعة من الصحابة إلى المدينة واستقروا بها كان من بينهم قوم الطفيل وكان من بين هؤلاء القوم رجل تأثر بأجواء المدينة التي لم تكن أجوائها مناسبة لصحة عدد من المهاجرين بسبب تغيير الأجواء الذي يحدث لأي مسافر.
رصيد الصبر ينفد
واجه ذلك الرجل الذي كان مع قوم الطفيل أزمة صحية صعبة انتهت به إلى أنه عاش في حالة من الخوف والإضطراب ومع الوقت بدأ يفقد كل يوم رصيده من الصبر على هذه الأزمة الصحية.. حتى اتخذ بينه وبين نفسه قرارا مفاجئا.. فماذا فعل ذلك الرجل بنفسه؟
الروح تصعد إلى بارئها
تفاقمت الأزمة الصحية التي يعاني منها هذا الرجل وبلغت مداها ولم يعد يحتمل الحياة مع تلك المعاناة.. فجمع هذا الرجل أصابعه وتخلص منها وكان يقصد بذلك أن ينهي حياته.. وقد حقق الرجل هدفه وصعدت روحه إلى السماء وبدأ الجميع يستذكر مواقفه وأزمته الصحية وهجرته وخيم الحزن على كل من اقترب منه.
الراحل يظهر في مظهر جميل
بعد رحيل الرجل عن الدنيا.. جاء إلى الطفيل في منامه بهيئة جميلة حسنة لكنه كان يغطي يديه في ذلك المنام.. وهنا سأله الطفيل عما فعل الله به بعد أن أنهى حياته.. فقال الرجل للطفيل إن الله قد غفر له بهجرته إلى نبيه الكريم – صلى الله عليه وسلم – .. فسأله الطفيل عن سبب وضعه غطاء على يده فرد الرجل عليه قائلا: «قيل لي لن نصلح ما افسدت»: أي أن لن نصلح ما فعلته بيديك عند فزعك وعدم صبرك على أزمتك.
دعاء مبارك من النبي الكريم
ولما أبلغ الطفيل أمر هذه الرؤيا إلى النبي الكريم دعا النبي لهذا الرجل وقال الرجل في دعائه «اللهم وليديه فاغفر».. أي أن الرسول الكريم دعا للرجل بأن تشمله الرحمة وتشمل يديه..
رضى الله عن الصحابة الكرام وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.