اشتهر الحجاج بن يوسف الثقفي بالشدة وما وقف أمامه أعتى الرجال حتى ظنوا أن لقاءهم به هو النهاية.. ورغم ذلك حدثت مفاجأة لم يتوقعها الحجاج.. فماذا فعل ذلك الغلام كي يسكت الحجاج بل ويلقنه أقسى الدروس؟؟
مرَّ الحجاج ذات يوم ورأى صبيا لم يتجاوز عمره عشرة أعوام وسأل الحجاج الصبي عما يفعل فيرد الصبي: نظرت إلى بعين الاحتقار وكلامك كلام جبار.
ذهل الحجاج وسأله عما إذا كان يعرفه فرد: أتيت بالكلام قبل السلام.غضب الحجاج وقال: ويلك انا الحجاج
فرد الغلام: لا قرب الله دارك ولا مزارك
الجنود يتوافدون على الحجاج
توافد الجنود على الحجاج فأمرهم بالتحفظ على الغلام وجلس الحجاج في مجلسه وطلب دخول الغلام.دخل الغلام فلم يرد الحجاج السلام، هنا قال الغلام للحجاج:
أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ
اتهم الحاضرون الغلام بسوء الأدب في حضرة «أمير المؤمنين»، فرد الغلام بقوة الواثق.. وأخبر الحجاج بأنه ليس علي بن أبي طالب.
الحجاج يتوعد الغلام
غضب الحجاج وقال: يا غلام لقد حضرت بيوم تم فيه أجلك.
ثبت الغلام على موقفه وقال: والله يا حجاج إن كان في أجلي تأخير لم يضرني كلامك.
احتد الحضور على الغلام قال: أما سمعتم قوله تعالي «كل نفس تجادل عن نفسها».هنا سأل الحجاج الغلام: فمن عنيت بكلامك أيها الغلام؟
رد الغلام بأنه كان يعني بقوله علي أبن أبي طالب وانتقد الغلام «عبد الملك بن مروان» وعندما عدد الغلام أخطاء عبد الملك، طالب الحاضرون الحجاج بإنهاء حياة الغلام فطلب الغلام منه أن يُسكت جلساءه فأمرهم الصمت.
سأل الحجاج الغلام : هل تعرف أخي؟
رد الغلام: أخوك فرعون
نقاش يحتد والأمور تتجه للتصعيد
احتد النقاش بين الحجاج والغلام فأمر بإنهاء حياته وتوسط أحد الحضور فرد الغلام بقوة أشد.. وعند ذلك سأل الحجاج الغلام عن بلده، فأخذ يعدد للحجاج بلدا بلدا والحجاج ينتقد كل بلد يقول الغلام إنه منه.
بدأ صبر الحجاج ينفد وقال: إن قلبي يحدثني بإنهاء حياتك يا غلام
رد الغلام: لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد الحجاج بشكر أهل المدينة.
توسط أحد الوزراء لمنع التخلص من الغلام فرد الحجاج إن حياته سأنهيها ولو نادى مناد من السماء..
رد الغلام بجرأة : من أنت حتى يناديك مناد من السماء.
الغلام يصارح الحجاج بأصله الصعب
دار حوار آخر كان عبارة عن مناظرة يختبر فيها الحجاج قدرة الطفل وعلمه بأنساب العرب والدين، وحينما سأله عن «أنجس العرب وأبخلهم وأقلها خيرا»، رد الغلام بأنهم «بنو ثقيف لأن الحجاج منهم».
تواصلت أسئلة الحجاج الصعبة للغلام إلى أن سأل الغلام الحجاج:
من أين أخرج يا حجاج؟
أجاب الحجاج:اخرج من هذا الباب إنه باب سلام.
قال الحاضرون للحجاج إن ذلك الغلام سبه بينما دله الحجاج على باب السلام ليخرج آمنا!
قال الحجاج لهم: إنه استشارني والمستشار مؤتمن. .. وترك الجميع في حالة ذهول !