يعدّ الحجاج بن يوسف الثقفى، واحداً من أشهر الشخصيات في التاريخ الإسلامي، التي ارتبط اسمها بالطغيان، إذ فتكَ الوالي الأموي على العراق بحياة عشرات الآلاف، وشكّل رعباً في ولايته.
ورغم ذلك، فإنّ سيرة الوالي الأموي، كُتبت فيها فصول صغيرة من الضعف والهوان، كان بطل إحداها سيدةٌ من نساء الخوارج تسمى غزالة الشيبانية التي تحدت الحجاج وأرادت إنهاء حياته، لكنه فر منها هاربًا.. ترى ما قصتها هذا سنرويه لكم في التالي:
عندما قرّر عبد الملك بن مروان تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي والياً له على العراق، كان هذا الأخير يعيش على وقع فتنة كبيرة بسبب الخارجين على حكم بني أمية.
وكانت ثورة شبيب الخارجي، إحدى الثورات التي خرجت ضدّ الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وواليه على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي.
كان شبيب فارسًا شجاعًا وقائدًا مقدامًا، نجح في أولى معاركه أن يهزم جيشًا قوامه 3 آلاف رجل بعدد أقل بكثير من المقاتلين معه؛ ما زاد نفوذه، وقويت شوكته، فتحصن في أطراف البلاد ليرد الجيوش التي يرسلها إليه الحجاج جيشًا تلو الجيش.
لم يكن شبيب وحده قائداً لمجموعته، بل كان هناك قائدٌ آخر لا يقل شجاعة وفروسية عن شبيب، فقد كانت زوجته غزالة الشيبانية قائدةً للجيش ومحاربة قوية وسط المعارك.
وفي إحدى المرات أغارت الغزالة وزوجها على مدينة الكوفة التي كانت عاصمةً لولاية الحجاج.
لم يستطع الحجاج أن يجابه الغزالة وزوجها، وقام بالاحتماء في قصره، بحسب ما ورد في “الحجاج بن يوسف الثقفي: بين الطاغية ورجل الدولة”.
فذهبت غزالة بفرسها ووقفت عند باب القصر ونادت الحجاج تطلب منه النزول لتبارزه بالسيف، فرفض الحجاج لتصير تلك الواقعة مضربًا للمثل، وعن ذلك الحدث كتب الشاعر عمران بن حطان إلى الحجاج هجاءً قال فيه: أَسَدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة … فَتْخَاء تَنْفرُ من صفير الصافرِ
لم تكتف غزالة بهذه المواجهة، بل أقسمت أن تذهب إلى جامع الكوفة وتصلّي فيه بسورتي البقرة وآل عمران، وهما أطول سور القرآن، ولم تغادر الكوفة حتى نفّذت قسمها، ووقفت على منبر الجامع تسب الأمويين، في أكبر تحدٍ للحجاج وجنوده.
واستمرت الغزالة في القتال إلى جنب زوجها شبيب، حتى أرديت على يد فروة بن الدفان الكلبي، أواخر القرن السابع الميلادي، وقام الحجاج بأخذ رأسها، بحسب ما ذكر في كتاب “أنساب الأشراف”.