قرية فيتنامية تعيش في قلب المغرب العربي ..نعم يبدو أمرا غريبا وعجيبا ولكنه حقيقة ، يتحدثون اللغتين العربية والفيتنامية ويحملون ملامح فيتامينة ، وأصول مغربية ، ما حكايتهم وكيف عاشوا في المغرب ..سأحكي لكم قصتهم في ملخص القصة
بداية القصة
عانت المغرب كثيرا من الإحتلال الفرنسي الذي كثيرا ما أنهك شعب المغرب وأثر على جزء من ثقافته وهويته، وخلال هذا الإحتلال في عام 1950 أرسل مجموعة من الجنود المغاربة الذين كانوا يشاركون في الجيش الفرنسي لكي يخوضوا معركة هامة بين فرنسا وفيتنام.
والتي كانت تسمى في ذلك الوقت بالهند الصينية عرفت هذه المعركة في التاريخ باسم “دانبيان فو ” لكن ما حدث لهؤلاء الجنود المغاربة كان غريبا للغاية حيث أنهم بعد إنتهاء المعركة ، من تبقى منهم وجدوا أنفسهم لا يستطيعون مغادرة فيتنام فبقوا هناك في الأراضي الفيتنامية والأغرب أنهم تزوجوا من نساء فيتناميات وانجبوا العديد من الأبناء. وعاشوا هناك واستقروا وكونوا عائلات .
العودة إلى المغرب
لكن وضع هؤلاء الجنود لم يستمر كثيرا بعيدا عن بلادهم ففي عام 1972 أمر الملك الحسن الثاني بعودتهم إلى المغرب حيث عاشوا في قريه بجوار سيدي يحيى مع أبنائهم وأحفادهم فرأى الملك الحسن أنه آن الأوان لعودة هؤلاء الجنود إلى بلدهم وإعطائهم أرضا يعيشون عليها
هوية غريبة
أصبح لهذه العائلات هوية غريبة فملامحهم أقرب إلى الملامح الفيتنامية، ويتحدثون اللغتين العربية والفيتنامية ويحملون أسماء عربية وفيتنامية ايضا مما جعلهم يبدون وكأنهم فيتناميون يعيشون في أرض المغرب والحقيقة أنهم مغاربة بهوية فيتنامية يعيشون في المغرب العربي.
أثرا مغربيا في فيتنام
لكن من أكثر الأشياء المثيرة للدهشة أن هؤلاء الجنود المغاربة تركوا واحدا من أكثر الآثار وأبرز المعالم في فيتنام حيث بنوا بابا يطلق عليه باب المغاربة في البداية أطلقوا عليه باب أوروبا وأفريقيا وآسيا ولكنه تحول إلى باب المغاربة. ففي قرية في فيتنام تدعى بافي هاتاي شمال العاصمه الفيتنامية هاناوي قام الجنود ببناء باب يتسم بشكل التراث المعماري الإسلامي والعربي ولا يمت للتراث الفيتنامي بأي صلة وتركوا هذا الأثر الذي يشبه الآثار المغربية، وكأنه كان يعبر عن حنينهم واشتياقهم للعودة مرة أخرى إلى وطنهم الأم المغرب فأرادوا ترك ذكرى لهم هناك.
مليكة رشدي
بعض من أبناء هذه القرية وصل إلى مراكز كبرى مثل فتاة تدعى مليكة رشدي والتي ولدت في فيتنام لأب مغربي وام فيتنامية لكنها استطاعت العودة إلى المغرب وهي في عمر الست سنوات.
وتعمل مليكة كدبلوماسية في سفارة المغرب في فيتنام ، ومن خلال وظيفتها تساعد مليكة أهل القرية ممن ينقصهم بعض الأوراق أو يحتاجون الاتصال بأهلهم في فيتنام.
وتعتز مليكة بهويتها سواء من ناحية والدها ووالدتها الفيتنامية وترى أن هؤلاء الجنود كانوا مغلوبين علي أمرهم وليس لهم ذنب فيما حدث معهم .