عرف النبي يوسف عليه السلام بأنه صاحب أقوى قصة تراجيدية في تاريخ الأديان، فقد واجه الصعاب وعانى الكثير في حياته من إخوته وحتى ممن تبنوه وتعرض للظلم وصبر كثيرا ، حتى أكرمه الله بفضله بمعجزات رفعته إلى أعلى المراتب في السلطة وقتذاك فأصبح بمثابة وزير مالية فرعون .
هو سلل الأنبياء والرسل يوسف ابن يعقوب بن إسحاق بن النبي إبراهيم عليهم الصلاة والسلام .وكما كانت حياته مليئة بصعاب الأمور ومشاق المحن وكثرت فيها الأحداث الغريبة، أيضا انتهت حياته بأمور عجيبة ، فالمكان الذي كان فيه مثواه الأخير أعجب من الخيال، هذا ما ستعرفونه في التالي:
كان المثوى الأخير للنبي يوسف في نهر النيل لأن الناس كانت في ذلك الوقت تنظر إلى نهر النيل كنهر طاهر ومقدس، هذا ما ترسخ في الديانات السماوية، ثم بعد فترة جاء سيدنا موسى وأخرج سيدنا يوسف من نهر النيل ووارى رفاته الثرى مرة أخرى في فلسطين.
عندما حضر سيّدنا يوسُف الموت جمع إليه قومه من بني يعقوب وأوصى أخاه يهوذا على قومه، وتُوفي عليه السلام وكان عمره 120 عاماً.
وقد تخاصمَ أهل مصر في اختيار مثواه الأخير، وذلك لشدة رغبة الناس في الحصول علي بركته، فاشتد العداء بين الناس، ولكن في النهاية اتفق الجميع على جعله في صندوق من المرمر مطلي بالرصاص ويوضع في نهرِ النيلِ بحيث يمرّ عليه الماء وتصل بركته لجميع مصر وما حولها، وظل مدفوناً.
هناك إلى أن أوحى الله إلى نبيّه موسى عليه السلام حين خرج من مصر بقومه أن ينقل رفات سيّدنا يوسُف إلى بيتِ المقدسِ عند آبائه، ولم يكن يعلم موسى عليه السلام مكانه فقيل له إنّ سيدة عجوز من قومه تعرفُ المكان فلجأ إليها ليسألها فأجابته بعد أن أخذت منه موثقاً بأن يدعو لها موسى بأن يردّ الله عليها شبابها إلى ١٧ سنة وأن يزيدَ الله عمرها مثل الذي مضى من عمرها فدعا نبي الله لها بذلك فأعلمته بأنّ مثوى يوسف عليه السلام في صندوق في النيل، فاستخرجه سيّدنا موسى من النيل وأخذه معه لبيت المقدس ووضعه في مثواه الأخير بجوار أبيه يعقوب وجديه إسحاق وإبراهيم عليهم السلام في مدينة الخليل.
وفي روايات أخرى أن مثواه في مدينة نابلس في فلسطين. وأشار بعض المؤرخين والباحثين إلى أنّ مثوى سيدنا يوسف عليه السلام لا زال في مصر في نهر النيل، والمعلوم عند الجميع أن المثوى الأخير للأنبياء غير معلوم، ما عدا مثوى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، غير ذلك تتضارب الأقوال والروايات حول المثوى الأخير للأنبياء.