واحد من رجال المغرب الذين واجهوا الفرنسيين وقدموا تضيات كبيرا من أجل القضية كان فلاحا بسيطا لكنه أصبح المقاوم الأول بمنطقة الأطلس المتوسط وقد وصف بالثائر الهادئ.. فمن هو أحمد الحنصالي؟
وُلد أحمد الحنصالي عام 1920 بزاوية أحنصال، والده يسمى موحى ووالدته تسمى عائشة، وكان جده سعيد الحنصالي من الشرفاء الذين تقع زاويتهم شرق مدينة أزيلال نشأ يتيم الأبوين وهاجر في سن مبكرة إلى آيت حبيبي بقيادة تاكزيرت في إقليم بني ملال، حيت اشتغل راعيا ما يقارب من ثماني سنوات، اشتغل بعدها في مجموعة من الأعمال الشاقة في المجال الفلاحي.
بدأ هذا الثائر القروي، والفلاح الصغير الفصل الأول من ثورته الكبرى يوم 13 مايو عام 1951، حينما اعترض سيارة يركبها أربعة من الفرنسيين وهي في طريقها بين سد بين الويدان وأفورار وإقليم أزيلال، فهاجمها وقضى على اثنين وأصاب اثنين في وضح النهار. وفي موقع جبل.
استولى الحنصالي على سلاح الفرنسيين كغنيمة أولى وكسلاح أول من أول عملية قام بها واستمر في أعماله في أمكنة ومواقع مختلفة متباعدة عن بعضها البعض من عشرة إلى مائة وخمسين كلم، وخلال هذه الرحلة استطاع القضاء على العديد من حراس الأمن والمتعاونين معهم، ونتيجة لذلك تدخلت السلطة الفرنسية للبحث عن الحنصالي ومطالبة متابعة خطواته وعملياته في شعاب وغابات القصيبة وبني ملال واكتشاف مخابئه.
وفي يوم 23 يوليو عام 1951 تم القبض عليه بعد سنتين من انطلاق ثورته تقريبا في سد بين الويدان، حيث قبضت السلطات الفرنسية على العديد من سكان المناطق الجبلية التي تنقل فيها أحمد الحنصالي والتي باشر منها ثورته ممن اشتبه فيهم.
في يوم الاثنين 16 فبراير عام 1953 وبعد سنتين من السجن، أصدرت المحكمة العسكرية في حقه ورفيقه محمد ولد سميحة الحكم بأقصى عقوبة ونقلوه إلى زنزانة فردية في انتظار التنفيذ.
وفي يوم 26 نوفمبر عام 1953 تم تنفيذ الحكم في السادسة وخمس وأربعين دقيقة بالثكنة العسكرية بالعنق بالدار البيضاء، على يد فيلق مكون من 12 عسكريا، وبعد ذلك تم مواراتهما التراب بالمدافن المسيحية، قبل أن يدل حارس المدافن المسيحية الوطنيين على مرقده فتم نقل رفاته إلى مقبرة بن مسيك، لكن إلى اليوم لا أحد يعرف مرقده وتخليدا لذكراه أطلق اسمه على العديد من المدارس والشوارع فضلا عن كتب تناولت سيرته وكفاحه ضد الفرنسيين.