بين الأسطورة والواقع نشأت قصتها ، ملكة مميزة عرفها التاريخ عبر العصور ، جمعت حكم الأناضول وآرامينيا واجزاء من آسيا
سمي على إسمها واحدا من أكبر الفنادق المصرية سميراميس والذي يقع على نيل القاهرة، فما حكاية هذه الملكة التي انجبتها الآلهة ، وما هي حقيقة قصتها؟سأحكي لكم.
ميلاد الملكة سميراميس
القصة الأساسية التي أوردها المؤرخ اليوناني ديودور الصقلي أنّ إلهة الحب الإغريقية “أفروديت” غضبت على إلهة السمك “ديرسيتو”، فوضعت فيها رغبةً عشقٍ قوية تجاه أحد الشباب الذين يعبدونها.
أسلمت إلهة السمك نفسها لهذا الشاب فولدت منه بنتاً، لكنّها شعرت بالعار من نفسها فقتلت هذا الشاب وتركت طفلتها في الصحراء، ثمّ رمت نفسها في البحيرة فتحوَّلت إلى سمكة.
وجد سربٌ من الحمام الطفلة، فأخذ الحمام يسرق لها الحليب والجبن من قريةٍ قريبة ويطعمها بمناقيره، وعندما لاحظ المزارعون فقدان الجبن والحليب أخذوا يبحثون عن السبب، ساروا وراء الحمام حتّى وصلوا لطفلةٍ صغيرة عمرها سنة تقريباً، قرب بحيرة، ويحيطها الحمام من كل جانب بالرعاية والعطف.
أخذ مزارعٌ اسمه “سيما” الطفلة وربّاها وأطلق عليها اسم “سميراميس”، والذي يعني باللغة الآشورية “الحمام”، وفق ما ذكر المؤرخ ديودور الصقلي.
كبرت سميراميس حتّى زار وزير الملك “أونس” قريتها، فرآها ووقع في حبّها وقد كانت بارعة الجمال، طلب من أبيها يدها فقبل هذا، وهكذا دخلت سميراميس أولى مراحل التاريخ.
كانت سميراميس ذكية جداً وبارعة في السياسة، وبفضل نصائحها ارتقى زوجها أكثر واكثر فأصبح أقرب مقربي الملك. بدأ الملك “نينوس” إحدى حملاته العسكرية على منطقة أفغانستان الحالية، وكانت حملته موفَّقةً للغاية لكنّ العاصمة “بلخ” قد استعصت عليه.
كان الوزير في الحملة مع الملك نينوس، وكان متعلقاً جداً بزوجته سميراميس فأرسل في طلبها، عندما جاءت وضعت له وللملك خُطةً للسيطرة على العاصمة بلخ، وعندما وضعت الخطة أعجب بها الملك للغاية.
الملك نينوس وَقَعَ في غرام سميراميس، فطلب من وزيره أن يتركها له، رفض زوجها فهدده الملك و أذعن الوزير في النهاية، وأصبحت سميراميس ملكة في النهاية.
شاركت سميراميس زوجها الحكم، وكانت من أقوى الملكات، تركت لنا المدونات التاريخية قصّة ملكة آشورية اسمها “سمورامات”، وقد تربّعت على عرش الإمبراطورية الآشورية بين عامي 811-806 ق.م، لأنّ ابنها كان صغيراً، وكانت هي الوصية على العرش لحين بلوغه السن القانونية
ويبدو أنّ أسطورة سميراميس التي ذكرناها سابقاً كانت مبنية على قصة هذه الملكة، التي يبدو أنّها كانت ملكةً عظيمة.
تذكر لنا المدونات التاريخية القديمة كيف كان عهد سمورامات/سميراميس عهداً عظيماً لآشور، فقد خلدتها ذاكرة الإغريق والآشوريون باعتبارها شخصية مقدسة ولدتها الآلهة ورباها الحمام.
بينما احتفظت الذاكرة الأرمينية بصورة سيئة عنها لأنّها غزت بلادهم، فقد حكمت سميراميس دولةً مترامية الأطراف وسيطرة على العراق والأناضول ووسط آسيا.