على مدار التاريخ ادَّعى كثيرون أنهم “النبي المنتظر، وحقق بعضهم مكاسب شملت السلطة والمال من هذا الادعاء، مثل الأمريكي “مناحيم مندل”، بينما أسس آخرون جيوشاً وقادوا ثورات عن طريق امتلاكهم السلطة الدينية القوية ، لكن من بين هؤلاء الأدعياء كان “موسى اليوناني” هو الأكثر إثارة للدهشة، إذ لم يكتفِ الرجل بالادعاء بأنه النبي المنتظر، بل ادعى أيضاً أنه قادر على فعل ما فعله النبي موسى ؛ السير بقومه عبر البحر إلى أرض الميعاد، دون أن يغرقوا.. فماذا كان مصيرهم؟
قبل مجيء موسى اليوناني، ظهر رجل آخر يلقب بـ”بار كوخبا” وادعى أنه النبي عيسى المنتظر، واستطاع أن يؤسس جيشاً قوياً ليقود ثورة ضد الإمبراطورية الرومانية عُرفت باسم “الثورة الثانية”، وكان هدفها تحرير ولاية يهودا من السلطة الرومانية عام 132
وقاد بار كوخبا الثورة بحزم شديد، إذ كان يقوم بمعاقبة أي شخص يرفض الانضمام لصفوفه وقد أدت حربه مع الرومان إلى مقتل مئات الآلاف من الأبرياء، وأسر عدد كبير منهم، إلا أنه تمكّن في النهاية من إحراز النصر وتأسيس دولة مستقلة استمرت لمدة 3 سنوات، لكنها سرعان ما انهارت على أيدي الرومان الذين تمكنوا من القضاء على “النبي عيسى المنتظر ”
فشل تلك الثورة لم يفقد آمالهم بظهور النبي عيسى المنتظر، وقد استغل هذه الآمال أفضل استغلال رجل من جزيرة كريت اليونانية يدعى فيسكيس.
لم يكتفِ فيسكيس بالادعاء بأنه النبي المنتظر، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فأطلق على نفسه اسم “موسى اليوناني”، وقرر أن يقود أتباعه إلى “أرض الميعاد” عبر البحر، تماماً كما فعل النبي موسى.
اقتنع كثيرون بقدرة “نبيهم المنتظر” وتركوا منازلهم ومقتنياتهم وتبعوه بانتظار اليوم “الموعود”. وعندما حانت اللحظة الموعودة التي حددها لهم “موسى اليوناني” مسبقاً، بدأ الامتحان الحقيقي لإيمانهم.
تبع المؤمنون قائدهم إلى أن وصلوا إلى حافة جرف عال يطل على البحر، حينها أمر موسى أتباعه بإلقاء أنفسهم في البحر، وهذا ما فعلوه
بالطبع لم يصل أي منهم إلى “أرض الميعاد” بل رحلوا عن الحياة أما البقية فقد عادوا أدراجهم ليخبروا الناس بأن موسى كاذب ودعيّ.
لكن ماذا كان مصير موسى؟ بعد ما حدث مع أتباعه، يقول بعض المؤرخين مثل “سقراط القسطنطينية” إنه فر على الفور واختفى أثره بشكل تام.
وفي روايات أخرى، مثل رواية “يوحنا النيكي” يقال إن موسى مات في البحر مع أتباعه المخلصين. أما الروايات الشعبية فتذكر القصة بشكل أسطوري مختلف، ويقال فيها إن موسى اليوناني لم يكن بشراً مثلنا، إنما كان شيطاناً تم إرساله لتضليل البشر واغوائهم.