رجل سخره إبليس ليفرق بين موسى وقومه، عاش حياته في كهف يرعاه جبريل عليه السلام، قيل إنه صاحب أكبر فتنة في التاريخ، قبل فتنة المسيخ الدجال، حكم عليه بأن يعيش وحيدا، ولا يعرف أحد إن كان قد رحل أم لا يزال على قيد الحياة
وإن كان هو نفسه المسيخ الدجال أم لا ؟
أنه السامري أو موسى الذي رباه جبريل الرجل الذي توعد له موسى بعقوبة لم ير أحد مثلها ابدا، والذي صنع من تراب عجلا يصدر صوتا، وتحدى موسى عليه السلام فهل حقا السامري لا زال يعيش بيننا إلى اليوم؟ وهل حقا حكم عليه بأقصى وأصعب عقوبة في التاريخ ! هنا .. ما لم تسمعه عنه من قبل !
من هو السامري !
أسمه الحقيقي موسى بن ظفر .. وينسب إلى قرية سامرة وكانت لولادته قصة غريبة، حيث قيل أنه ولد في العام الذي رأى فيه فرعون رؤية الذكر الذي سوف يولد و يقتله ويرثه في حكمه ..فأمر فرعون جنوده بإنهاء حياة أي صغير ذكر يولد ذلك العام
وهو نفس العام الذي ولد فيه سيدنا موسى عليه السلام.
فخافت أم السامري عليه من فرعون فأخفته في كهف..ومما ورد في تاريخ الطبري أن جبريل عليه السلام كان يذهب إليه بأمر من الله سبحانه وتعالى ليرعاه ويربيه ويطعمه العسل واللبن ، وفي الوقت الذي نشأ فيه السامري في كنف جبريل ، نشأ موسى في كنف فرعون وداخل بيته
متى بدأت علاقة موسى بالسامري؟
أما علاقة السامري بموسى فبدأت عندما مر موسى على قوم يعبدون عجل من دون الله,، فحذرهم موسى من هذا الأمر ولكن جاء النداء إلى موسى لكي يذهب ويعتكف لمدة أربعين يوما ، فترك قومه مع أخيه هارون وأستأمنه عليهم ..ولكن لاحظ هارون أن قوم موسى بدأوا يفتتنون بما فعله السامري فقد كان قوم السامري يحبون عبادة البقر وكان السامري مثلهم ، فنهاهم هارون عن الافتتان بالسامري وقومه في غياب موسى وذكرهم بالله سبحانه وتعالى وكيف أنقذهم من بطش فرعون ، لكن السامري كان مصمما على أن يضل قوم موسى ، فصنع من حلى وزينة وذهب قوم موسى التي أمرهم هارون أن يلقوا بها في النار حتى تسيح فلا يعرفها المصريون الذين سرقوها منهم .
صنع منها عجلا مجسدا من ذهب وأخبر قوم موسى أن هذا هو إله موسى، وكان هذا العجل يصدر صوت خوار كالعجل الحقيقي حتى يزيد افتتان قوم موسى به، وكان ذلك من فعل إبليس، فأفتتن قوم موسى به واستغل السامري غياب موسى عليه السلام وأشاع عبادة العجل.
موسى في مواجهة السامري
خاف هارون أن يأخذ من رفض عبادة ذلك العجل معه ويرحل فيلومه أخاه موسى أنه فرق بينه وبين قومه، ولم يستمع قوم موسى ولا السامري لهارون، حتى جاء موسى وواجه السامري فسأله موسى ما الذي فعلته يا سامري ولماذا ؟
قال إنه بصر ما لم يره أحد وأنه رأى جبريل فأخذ قبضة من التراب الذي بقي في أثره وصنع منه هذا العجل، وكان بالفعل جبريل حاضرا في الوقت الذي كان قوم موسى يحرقون الحلى والزينة التي أخذوها من قوم فرعون كما طلب منهم هارون.
فكان جبريل حاضرا على فرس يسمى حصان الحياة وكلما خطى هذا الحصان بجبريل اخضر ما تحت قدمه ..فرآه السامري دونا عن قومه لأن جبريل هو من رباه فأخذ حفنة من ذلك التراب تحت قدم الفرس وصنع ذلك العجل !!
حكم موسى على السامري
فغضب موسى وقام بإحراق ذلك العجل ورماه في البحر، وقال السامري أذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس.ونفى السامري وطلب من قومه ألا يقترب منه أحد ولا يقترب من أحد ، واذا صافحه أحد كان يصاب بحمى شديد فخاف الناس من الإقتراب منه.
وأصيب السامري بمرض في يده ولم يعد يقترب منه أحد وحرم من ممارسة مهنته وهي إذابة الذهب وصنع أشياء منه
فأصبح وحيدا منبوذا مريضا، وتوعده موسى بعقاب الآخرة والذي سيكون أشد من ذلك العقاب ألف مرة .
لماذا لم ينهي موسى حياة السامري
رفض موسى أن ينهى حياة السامري و توعده بميعاد أرداه الله لن يخلفه ابدا .ففسر البعض أن السامري قد يكون هو المسيخ الدجال وان موسى كان يعلم أن لقصته بقية ، فلم ينهى حياته لأن سيدنا عيسى عليه السلام هو من سينهي حياة الدجال
لكن البعض أيضا فسر الأمر بأن عقوبة أن يتوه في الأرض وحيدا أشد عقوبة من أن ينهى حياته.
ويبقى ما حدث للسامري بعد أن نفاه موسى واللحظات الأخيرة له في علم الله، أو ربما قابل السامري حكايات وقصص أخرى
وربما لازال على قيد الحياة، وسيخرج في يوم ما لنكتشف أنه هو المسيخ الدجال.. من يدري ؟