ظل العقيد وصندوقه الأسود ، سيفه وصولجانه وعصاه الغليظة ، ورغم هدوءه الشديد الذي يتبدي من خلف سمار ملامحه ورقتة التي وصفه بها أصدقاء دراستة غير أنه كان الرجل الاقوي والافظع بنظام الزعيم الليبي فقد كان حجاج القذافي الذي يرمي به خصومه ف يستئصل شأفتهم.. ما لا تعرفه عن عبدالله السنوسي في هذا التقرير
بشرته السمراء وملامحه الجريئة، يكشفان عن تاريخ مرير أذاقه للبلاد، ونظراته الحادة تنم عن مكر ودهاء وتفكير شرير يدور في ذهنه، نهايته لم يكن يدركها يوماً، نتيجة شعوره بالأمان كونه صهر رئيس البلاد، إلا أن القدر كان له رأي آخر حينما قضي علي القذافي وجعل عبدالله السنوسي يواجه مصيره بمفرده.
السنوسي هو رئيس المخابرات الليبية السابق، وزوج أخت صفية فركاش، الزوجة الثانية للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي نجح في إدارة طريقة تعامل السلطات الليبية مع المظاهرات التي اندلعت في 17 فبراير 2011، لإسقاط القذافي ونظامه.
وصف بكونه عين القذافي ويده اليمني، وظله الذي لا يفعل شيئًا بدونه، فقد كان يعرف أدق تفاصيل حياته، بما فيها مواعيده الطبية وتدرج في الجهاز الأمني الليبي، وتقلد مناصب قيادة جهاز الأمن الخارجي والاستخبارات العسكرية واتهمه الليبيون بأنه المسؤول عن واقعة سجن أبو سليم بطرابلس، التي حدثت في يونيو 1996، وأسفرت عن القضاء علي 1200 سجين بطريقة مريرة.
وبالإضافة لما سبق تم إتهام السنوسي بمحاولة القضاء علي عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي آنذاك وحكم عليه القضاء الفرنسي بالسجن مدى الحياة، لتورطه في إسقاط طائرة تابعة لشركة يوتا الفرنسية ومن ثم القضاء علي 170 من ركابها.
ويرجع السنوسي إلى أصول متواضعة وكان زواجه من شقيقة زوجة القذافي في سبعينيات القرن الماضي هو ما قربه من الدوائر الحاكمة حيث تقلد عددا من الوظائف، من بينها نائب رئيس منظمة الأمن الخارجي.
وبحسب وثائق مسربة من السفارة الأمريكية في طرابلس، كان السنوسي مستشارا مقربا من سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس السابق.
واعتبر المراقبون أن السنوسي ما هو إلا منفذ، وليس عقلا مدبرا وراء ممارسات نظام القذافي. وأُطلق عليه لقب “الجزار” بسبب الروايات السائدة عن بطشه
وتشير تقارير إلى أن عددا من أجهزة المخابرات العالمية رأت أن معرفة السنوسي المقربة بنظام القذافي قد يساعد في إلقاء الضوء على بعض أفظع أفعالها. لكن بحسب وزير العدل الليبي السابق، صلاح المرغني، والذي كان في منصبه وقت بدء محاكمة السنوسي فقد “حُرم الليبيون من معرفة الحقيقة عن طريق محاكمة عادلة لعهد شديد البطش”.
كما يرجح الخبراء أن السنوسي كانت يمتلك معلومات يمكنها مساعدة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في معرفة بعض الحقائق حول واقعة لوكربي عام 1988، الذي تسبب في سقوط طائرة “بان أمريكان” فوق بلدة لوكربي بجنوب اسكتلندا، والقضاء على 270 شخصا على متنها
كذلك يُقال أن السنوسي أشرف على بناء مفاعل نووي في الصحراء الجنوبية في ليبيا، لكن لم يُكشف أبدا عن مكانه.
وكان السنوسي من بين المسؤولين الليبيين الموضوعين على قائمة وزارة المالية الأمريكية للمسؤولين الذين تُجمد ثرواتهم حال وقوعها تحت طائلة القانون الأمريكي. ويُقال أن له العديد من المصالح المادية المتشعبة، شأنه في ذلك شأن الكثير من النخب السياسية في ليبيا.
أشيعت روايات عن القضاء عليه أثناء أحداث الثورة الليبية، ولكن لشدة الغموض الذي أحاط بالنظام الليبي لم تتأكد تلك المعلومات. وتم الإعلان عن الإمساك به يوم 20 أكتوبر 2011 مع المعتصم القذافي وألقي القبض عليه أثناء دخوله موريتانيا في سبتمبر 2012، بجواز سفر مزور وكان قادمًا من المغرب
وكان حكم بالقضاء علي السنوسي قد صدر عام 2015 بحق السنوسي غير أن محكمة في طرابلس قضت نهاية العام 2019 بإسقاط التهم عن جميع المتهمين في القضية، قبل نقض المحكمة العليا الحكم قبل نحو عام وإعادة المحاكمة بإسنادها لدائرة جنايات جديدة.
وفي الختام هل تعتقدون أن رجل مثل عبدالله السنوسي مازال يحتفظ في جعبتة بالكثير من الأسرار حول العقيد القذافي.