تعد المهرة الواقعة شرق اليمن، من أكثر المناطق اليمنية عزلة وغموضاً، نظراً إلى وقوعها بالقرب من صحراء الربع الخالي، وابتعادها عن السلطة المركزية في البلاد.
وتسكن فيها قبائل المهرة واحدة من أغرب واقدم القبائل العربية والتي لا تتحدث اللغة العربية، ولها طقوس خاصة، وافكار خاصة بها، فما حكاية هذه القبيلة؟
من هم قبائل المهرة
قبائل المهرة من القبائل الحميرية، وتقطن هذه القبائل في محافظة المهرة، التي تقع في أقصى جنوب شرق اليمن، وتجاور سلطنة عمان.
ويقال بأن قبائل المهرة تنتسب لمهرة بن حيدان من حِمْيَر، وحمير هي إحدى الدول اليمنية الاكثر شهرة في التاريخ القديم. وتعرف هذه الارض بأرض مهرة نسبة الى ساكنيها مهرة بنو حيدان بن قضاعة، في شمالها تقع أرض الأحقاف،وفي شرقها وجنوبها ارض الشحر.
لغتهم الخاصة
للمهريين لغتهم الخاصة بهم،التي لا يشاركهم فيها أحد، وهي لغة سامية، على صلة بلغات أخرى مجاورة كاللغة الشحرية والسقطرية.
لهم تاريخ قديم وجاء ذكرهم في عدد من الكتابات السبئية، وكانت لهم سلطنة دامت خمسة قرون،وبقيت قائمة حتى عام 1967 هي سلطنة المهرة.
لغتهم الخاصة التي لا يفهمها أحد
المهرية لغة ممتدة الجذور، ويرجع باحثون تاريخ المهرية إلى ما قبل ظهور الاسلام، فى القرن السابع الميلادي،لكن مع انتشار اللغة العربية في جنوب شبه الجزيرة العربية، ورفعة شأنها خلال القرون التي تلت ظهور الإسلام، توارت اللغات الجنوبية السامية عن الأنظار.
وفي عام ألف بعد الميلاد كتب الرحالة العربي شمس الدين المقدسى، يقول إنه على حدود حمير (ما يعرف الآن باليمن) توجد قبيلة عربية،تتحدث بلسان لا يفهمه احد.
قصص قديمة
وتعكس الروايات التي ترويها أجيال من المهرة لأبنائهم قدم اللغة وعمق جذورها التاريخية.فالأجداد يروون حكاية قديمة جدا، تعود إلى ما قبل الإسلام، حيث كان الناس يعملون بتجارة اللبان.
و هي قصة ملك كان يعيش في منطقة نضور، حيث المياه الجارية وأشجار النخيل، و انه كان في المنطقة كهف كبير جدا به خزانة كبيرة يوضع بها الذهب، وكانت هذه الكهوف تعتبر مثل بنوك عصرنا، ومنها تستخرج مستحقات العمال والقوافل التي تنطلق شرقا وغربا.
وكان يقال ان الجان يحرسها.مثل هذه الحكايات الشعبية التي يتكون منها التراث المهري مهددة بالإختفاء.أما اللباس المهري القديم، سواء للذكور أو الإناث، لا يزال معمولاً به، في بعض المناسبات والأفراح والفعاليات الثقافية والتراثية وآخرها يوم اللغة المهرية في أكتوبر.
