هي دولة أوروربية.. إلا أن 60 % من مصطلحات لغاتها الأصلية مشتقة من اللغة العربية، كما أنها ملتقى تتلاقى فيه حضرات المتوسط، والأخت غير الشقيقة للعرب، فما هي دولة مالطا، وكيف وصلت إليها اللغة العربية، هذا ما سنرويه لكم.
تقع جزيرة مالطا في قلب البحر الأبيض المتوسط جنوب إيطاليا، وهي من أصغر دول العالم مساحة، وأكثرها كثافة سكانية. ففي كل كيلو متر مربع يعيش قرابة 1200 شخص من إجمالي 420 ألف نسمة في البلاد.
ويعتمد اقتصاد مالطا بشكل أساسي على الصيد البحري والسياحة، كما تستريح فيها سفن البضائع المارة بها.
ويعد سكان هذه الجزيرة الوديعة من أسعد شعوب العالم رغم قلة الموارد.
لكن المفاجئة الأساسية لا تكمن في ما هو مادي، بل في شيء ما غير مادي اسمه اللغة، حيث تُعد اللغة المالطية اللغة السامية الأصلية الوحيدة المعترف بها داخل الاتحاد الأوروبي.
وتعود أغلب كلماتها إلى أصول عربية بلكنة مغاربية ممزوجة بعبارات أخرى تنحدر من أصول إيطالية. حيث يعتبر الكثيرون بأن مالطا هي دولة عربية عضو في الاتحاد الأوروبي، لكن الأحرف التي يتم اعتمادها كتابيًا هي أحرف لاتينية وليست عربية.
وتُشكل اللغة العربية 60% من مفردات اللغة المالطية.
وهو ما يجعل زيارة أي عربي لمالطا تشعره وكأنه في إحدى دول العرب، فالأرقام هي ذاتها، وعبارات الترحيب والتعبير عن الفرحة أو الاستياء والغضب لا تختلف كثيرًا.
أما عن كيفية وصول اللغة العربية إلى هناك، فقد وصلت إلى جزيرة مالطا إبان حكم دولة الأغالبة التي بسطت نفوذها على معظم أنحاء بلاد المغرب، وامتدت إلى جنوب البر الرئيسي إلى إيطاليا خلال القرن التاسع.
وكان حكم الأغالبة لجزيرة مالطة لأزيد من مائتي سنة، كفيل بأن تتجذر الثقافة العربية بالجزيرة. ويجعل كل الاحتمالات الممكنة أكثر منطقية وقابلية للتفسير.
والأغالبة أو بنو الأغلب، هم سلالة عربية من بني العنبر بن عمرو من قبيلة بني تميم. حكمت في إقليم إفريقية بالمغرب العربي (شرق الجزائر وتونس وغرب ليبيا) مع جنوب إيطاليا وصقلية وسردانية وقرشقة ومالطة.
وبالرجوع إلى مالطا التي دفعها موقعها لأن تكون مطمع للكثير من الغزاه، حتى أن العرب أطلقوا مثلهم الشهير عليها ” مالذي ينفع بعد خراب مالطا”.
سنجد أن تلك الجزيرة وشعبها قد اتبعوا أساليب إصلاحية، حطمت ذلك المثل تمامًا. حيث لا تعاني مالطا الكثير من المشاكل الاقتصادية، لتصبح بين أكثر الدول التي تأخذ نصيبًا من اسمها.
حيث يعتقد أن اسم مالطا يأتي من الكلمة اليونانية التي تُعني مالطي والتي تُشير إلى نوعية العسل الجيدة. فهل كنت تعلم سابقًا أن مالطا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تحمل النكهة العربية بين كل كلماتها؟.