شيخ العرب هو واحد من الرجال الذين قاوموا الفرنسيين لسنوات تعرض فيها لمصاعب كثيرة وبعد الاستقلال تمرد على سلطة الملك الحسن الثاني فعاش حياته في كر وفر فمن هو هذا الرجل؟
شيخ العرب هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بوشلاكن ويعرف أيضا باسم أحمد أكوليز ولد في يوم 7 أغسطس عام 1927 وينتمي لقبيلة إيسافن السوسية الواقعة بإقليم طاطا جنوب شرق المغرب.
في سن الثانية عشرة، سافر سيرًا على الأقدام مسافة تزيد عن 490 كم، قاصدا الرباط ليساعد والده في محل التجارة وعمل بعد ذلك في مدرسة كسوس طباخا ثم حارسا عاما.
في عام 1951 تم إلقاء عليه القبض من قبل سلطات الحماية الفرنسية وكانت العقوبة أن يعاود قطع نفس المسافة التي قطعها منذ اثني عشر عاما سيرا على الأقدام، مقيد اليدين مكبل الرجلين، في رحلة العودة لمسقط الرأس بدوار أكوليز، حتى يكون عبرة.
في صيف عام 1954، في وقت بدأ فيه الصراع يحتدم بين رجال المقاومين والفرنسيين ألقى عليه القبض من جديد ، وودع في سجن القنيطرة المركزي وفي تلك الفترة اكتسب لقب شيخ العرب عندما أضرب عن الطعام.
وبعد عودة محمد الخامس من المنفى ومفاوضات إيكس ليبان، تم إطلاق سراح الكثير من المحبوسين واستمر شيخ العرب في زنزانته وبعد نفاذ صبره قام بتنظيم هروبه في مايو 1956، لتبدأ المرحلة الثانية من نشاطه النضالي.
بدأ شيخ العرب في استهداف عدد من الأفراد، بدعوى أنهم تعاملوا مع الفرنسيين وفي سنة 1962، اجتمع بالمهدي بن بركة في لقاء نظمه صديقه مومن ديوري بعد أن نجح في إقناعه بأن التحالف مع الزعيم اليساري من شأنه أن يعرف بحركات الكفاح خارج المغرب ويمنحها الاعتراف الدولي في إطار أنشطة مؤتمر القرات الثلاث.
استطاع شيخ العرب أن يصنع لنفسه بنية مسلحة مهمة، فتحول بين 1960 و1964 إلى الرجل المطلوب رقم واحد في المغرب.
في 16 يوليو 1963 كشفت الأجهزة الأمنية عن مؤامرة تورط فيها شيخ العرب إلى جانب الفقيه البصري بإعداد لائحة أسماء خططوا لاستهدافها وفي أغسطس 1963 تمكن من الفرار إلى الجزائر واتهم بالمشاركة في مؤامرة ضد حياة الملك الحسن الثاني.
في يونيو 1964 عبر شيخ العرب الحدود الجزائرية المغربية فوجد نفسه مطارداً من طرف الأجهزة الأمنية المغربية وإستقر بفيلا بالدارالبيضاء بضعة أيام فقط، وسرعان ما طوّقتها جماعة من رجال الأمن، فاضطر شيخ العرب ورفاقه لتبادل إطلاق النار وتمكنوا من الفرار.
ظل شيخ العرب ورفاقه مطاردين وكانت جماعته تضم عميلاً يخبر جهاز المخابرات بتحركاته فظل مطارداّ إلى أن لقي حتفه على يد رجال الشرطة في 7 أغسطس 1964.