طائفة تحمل الكثير من الغرائب والعجائب، البعض اعتبرها تنتمي للإسلام فما نسبها البعض للمسيحيين، لكن معظم المؤرخين اعتبروهم متلونين، يدعون الإسلام مع المسلمين والمسيحية مع المسيحيين، فما قصتهم وما هي أغرب معتقداتهم وأين يعيشون حتى الآن ؟
يعيش أتباع طائفة الكاكائية في أرض العراق ، وبعضهم ويقال أغلبيتهم يعيشون في طهران، وتصل اعدادهم إلى أكثر من 5 ملايين شخص، يؤمنون بان سيدنا علي بن أبي طالب مازال يعيش في قرص الشمس، ويقدسون ” طاووس ملك ” أو بنيامين وهو رئيس الملائكة ، كما يقدسون المسيح ويعتبرونه إلها أيضا، تعددت الروايات عن هذه الطائفة فكيف نشأت وما الذي تدعو إليه بالضبط ؟
بداية الظهور
ظهرت هذه الطائفة بحسب المؤرخين في القرن السابع الهجري أي نحو الرابع عشر الميلادي ، ومؤسس الطائفة هو سلطان إسحق الذي يقدسونه مع المسيح وعلي بن أبي طالب ، في حين أرجع البعض تأسيس الطائفة إلى أحد الدراويش ويدعى عمرو بن لهب والمعروف ببهلول قطب العارفين، ويعتبرون سطان إسحق مجرد مجدد لأفكار الطائفة ، وؤمن أبناء الطائفة بوجود الله لكنه يتمثل لهم في ثلاثة أشخاص المسيح عليه السلام وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسطان إسحق الأب المؤسس لدى الغالبية .
الإيمان الغامض
الكثير من الأبحاث والدراسات تناولت هذه الطائفة باعتبارها طائفة دينية غامضة لأنها لا تصرح بحقيقة عقيدتها ، ولا أحد يعرف انتماءهم الحقيقي ، في حين أن بعض الباحثين المنتمين للطائفة نفسها يؤكدون أنهم ليسوا ديانة ولا طائفة دينية وغنما قبيلة كبيرة بها العديد من العشائر في أماكن متفرقة في العراق والمنطقة الكردية ، لذلك لديهم لغتهم الخاصة وهي أقرب للغة الكردية يمارسون بها حياتهم ويقيمون طقوسهم .
التأثر بالديانات القديمة
يبدو أن هذه الطائفة تأثرت بالديانات الشرقية القديمة وخاصة الديانة الشمسانية التي يعبد أصحابها وهم من الأقوام الآرية الإله ميهر ويعتقدون أنه يعيش في قرص الشمس ، وربما لهذا السبب مازالوا يعتقدون ان الإمام علي مازال يعيش في قرص الشمس .
وتعددت الروايات حول طبيعة تلك الطائفة هل هي جماعة صوفية أم جماعة عرقية أم عقيدة تمزج بين أديان مختلفة ، لكن يبقى وجودهم وتأثيرهم حاضرا وواضحا للجميع .
كتابهم المقدس
لدى الكاكائية كتاب مقدس يدعى سرانجام وهو مكتوب بالكردية ويعني بالعربية الحقيقة العظمى ، وأتباع تلك الطائفة يقدسون يومي الاثنين والجمعة ، ولا يلعنون الشيطان ولا يعتقدون في عذاب القبر ، ويؤمنون بالتناسخ وأن الأرواح تدور في 50 ألف سنة وتتجسد خلالها ألف مرة . ودورات التجسد ليست مرتبطة بدورات الحياة فمن المكان أن يتكرر التجسد في الحياة الواحدة كنوع من الاستنارة .