لغتهم تتكون من أحرف عددها لا يتعدى عدد أصابع اليدين، لا ينامون ولا يبكون..أغرب شعوب العالم، فبرغم كل التقدم الذي شهده العالم وكل الحداثة التي غيرت شكل الحياة، ما زال هناك من لم يتخلوا عن شكل حياتهم الأصلية، سكان أصليون تمسكوا بأرضهم وعاداتهم وتراثهم، لينفصلوا عن العالم لا يخرجون إليه ولا أحد يتخلل صفوفهم…ما قصة قبائل بيراها؟ ولماذا لا يعرفون طعم النوم؟
هناك في وسط غابات الأمازون بالبرازيل في قارة أمريكا الجنوبية وبمعزل عن كل البشر، يعيش مجموعة من السكان الأصليين والمعروفين بقبائل الـ” بيراها”، والتي تتميز بعادات غريبة على باقي البشر ولكن أشهر ما يميزها هى سعادتهم الدائمة، حيث يبتسم شعب دائما ولقبوا بأسعد شعب في العالم، ورغم غرابة تصرفه فهذا ليس كل ما لدى شعب بيراها الذي يعيش حياة بدائية جدا تعتمد على الصيد وجمع الثمار من الغابة ويأكلون مرة أو مرتين فقط أثناء اليوم.
إحدى أهم ما يميز قبيلة بيراها عن غيرها هي لغتهم، حيث لا أرقام ولو يعرفون تعبيرا للكمية سوى كلمتا بعض والعديد، وتتكون لغة قبيلة بيراها من ثمان أحرف صامتة وثلاثة صوتية ويميزون مقاصدهم من كلامهم بالنغمة فقط، حيث تتكون مثلا لغتهم من كلمة واحدة فكلمو صديق وعدو ينطقان بشكل واحد ويفرق بينهم فقط نغمة النطق وهكذا في باقي كلامهم.
ولا يوجد بلغتهم ما يعبر عن أي دلالات، فلا يعرفون الألوان غير الظلام والضوء، كما يجهلون كل انواع التقويمات أو التواريخ، إنما يعتمدون على الشمس والقمر ليعلموا أن يومهم قد انتهى وأن عليهم بداية يوم جديد.
ورغم أهمية النوم للبشر فإن شعب قبيلة ال”بيراها ” لا ينامون إلا قليل، حيث يقومون بالنوم من وقت لآخر لمدة لا تزيد عن 20 دقيقة فقط، لان بحسب معتقداتهم فإن النوم طويلا يحرم الجسم من الطاقة.
والعلاقات داخل قبيلة البيراها ليست بالشيء المعقد كما عند باقي البشر حيث لا يعرفون سوى ثلاث أنواع من العلاقات هي الابن والوالد والشقيقة، ولا يوجد تفاصيل عن كيفية زواجهم، ولا يوجد تسلسل هرمي لمجتمعهم، وبحسب المستكشفين فعددهم يقدر بالمئات فقط ولكن لا عدد محدد توصل إليه أحد إلى الآن.
شعب بيراها سعيد، حيث يغنون أثناء الليل ويعتقدون أن كلاً من الأحلام والواقع مهما بنفس المقدار، يغيرون أسماءهم مرة واحدة كل 7 أعوام، كما يمكنهم تذكر أسماء وخصائص الآلاف من النباتات والحيوانات حولهم.
يتواصل شعب قبيلة بيراها بأرواح سابقيهم من خلال طقوس غريبة ويعتقدون أنها ترشدهم دائما، ولا يوجد لدى هذا الشعب أي وسيلة من وسائل الرفاهية، إلا الجلوس ليلا سويا والغناء والرقص.
سبعة مليار إنسان يعيش على الأرض ومئات الآلاف من القبائل نعرف عن بعضها الكثير وأخرى لا نعرف عنها شيئا، يختلفون عن بعضهم البعض في كل شيء ولكل منهم عاداته وتقاليده التي تميزه عن غيره إلا إنهم جميعا اتفقوا على شيء واحد وهو تمسكهم بمجتمعاتهم ورفضهم للحداثة، فبرغم الانفتاح العالمي إلا أن السكان الأصليون ما زالوا محتفظين بثقافتهم وحياتهم.