التحفيز الكهربائي ، علاج جديد اكتشفه علماء سويسرا، يمكن مصابون بالشلل السفلي من استعادة القدرة على التحكم بالعضلات المشلولة منذ فترة طويلة من الزمن.
وتمكن مستخدمي هذه التقنية من المشي مجددًا حتى بعد التوقف عن التحفيز في سابقة هي الأولي من نوعها والتي تعتبر عملاقة فى مثل هذه البحوث.
وقد أجرت الكلية الفيدرالية التقنية هذا البحث في مستشفى لوزان الجامعي، ونشر هذا البحث في مقالين، نُشرا في مجلتي “نيتشر” و”نيتشر نيوروساينس”.
التحفيز الكهربائي، تأثير مكن هؤلاء المصابين بشلل سُفلي من أن يعيدوا المشي من جديد لبضع خطوات بالاستعانة ببعض الأدوات التي طرحها باحثين من سويسرا طبقًا لما نشرته دراسات أمريكية.
ولم يتمكن أحدًا مسبقًا من إمكانية التحرك أو المشي بعد وقف التحفيز الكهربائي، ولكن هذه الأدوات مكنتهم من ذلك، حسب كلام الباحثة جوسلين بلوش، والتي قامت بوضع الغرسات الكهربائية الـ 16 المتصلة بالجهاز.
وتعتبر هذه الخطوة عملاقة فى مجال البحوث التقنية لمثل هذه الأمراض بشأن الأشخاص الذين يعانون من اختلالات في العمود الفقري سبب لهم شلل سفلي كما جاء في تقرير الأخصائي الأمريكي في جامعة واشنطن تشيت موريتز.
وفى مقالة قام بنشرها موريتز فى المجلة العلمية “نيتشر”، أن الدماغ والعمود الفقري تمكنا من إقامة اتصال طبيعي، بينهما نتيجة الخضوع لتأثير التحفيز الكهربائي لأشهر عدة وحتى بعد توقف التأثير يتمكن المرضى من مواصلة استعادة التحكم بالعضلات المشلولة.
وقامت هذه الدراسات على ثلاثة أشخاص في سويسرا، تمكن شخصان من هؤلاء من القدرة على المشي عبر استخدام جهاز مساعدة على التحرك مزود بعجلات للتوازن والسلامة أثناء تجربه الحركات الجديدة.
الأشخاص المشاركين فى التجربة هم : دافيد م. يسكن في مدينة زيوريخ السويسرية ويبلغ 28 عامًا وأصيب جراء حادث رياضي في 2010، وغيرت يان أوسكام وتبلغ 35 عامًا من هولندا أصيبت في حادث دراجة في الصين العام 2011، وسيباستيان توبلر يبلغ من العمر47 عاماً من سويسرا وهو صاحب الإصابة الأخطر في هذه المجموعة بعد تعرضه لحادث دراجة في 2013.
وقد خضع الثلاثة لتدريب مكثف مع الاستعانة بمشابك لدي الثلاثة فقد وضعت الأقطاب الكهربائية خارج الغشاء الحامي للعمود الفقري عند أسفل الظهر تحت نطاق الإصابة.
واستطاع الثلاثة من استعادة نوع من الوظائف العصبية في غضون ثلاثة أشهر إلى خمسة أشهر تحت تأثير هذا التحفيز الذي يسهل التحكم بالدماغ فهو يتحكم بشكل كلي بالمستوى النخاعي الذي يتحكم في عضلات الأطراف السفلية التي تعمل خلال المشي طبقًا لحديث جوسلين بلوش.
وتستخدم التجربة أقطاب كهربائية متصلة بواسطة سلك جهاز التحفيز العصبي موضوع فى البطن تحت الجلد، ويسمح بتحكم المريض بتحريك الجهاز لمدة ساعة بنفسه.
ويشير جريجوار كورتين الباحث في كلية لوزان السويسرية أن توقيت التحفيز الكهربائي قد راعى قدرة المريض على القيام بحركات إرادية.
وأجريت التجربة على مرحلتين، فسمح في الأولي بالتحفيز بتشغيل العضلات وزيادة قدرة التحمل لدى المريض أثناء التمرين وفي الخطوة الثانية السماح بالتحركات دون التحفيز واستعادة الوظائف العصبية وفقًا لكلام جوسلين بلوش.
وجاءت التجربة بنتائج رائعة حسب جوسلين التي أشارت إلى أن المريض الذي تجاوب بدرجة عالية للعلاج بات قادرًا على المشي لأكثر من كيلو متر.
فنلاحظ أن غيرت يأن أصبح قادرًا على التحكم والسير لمسافات قصيرة من دون تحفيز ويستطيع الوقوف بنفسه قريبًا، بينما استعاد دافيد التحكم بعضلات ساقه اليسرى فقد تحسنت قدرته في التحكم بساقه اليمنى، وبات يستطيع الانتقال دون مساعدة ولكنه مازال يفضل الكرسي المتحرك خيارًا للتحرك.
أما صاحب الإصابة الأصعب، سيباستيان، فقد أحتاج مدة أطول من الأثنان بثلاثة أشهر واستطاع صناعة دراجة ثلاثية العجلة لمساعدته فى التنقل في الغابة وبات قادرًا على المشي دون مساعدة فى المختبر.
وتؤكد جوسلين بلوش أنه بالإمكان التقدم فى حالات المرضى ولكن الأمر يحتاج للتمرين المتواصل.
وتشير البحوث أن قدرة المريض تتحسن في مدة قصيرة إذا تم إستخدام هذه التقنية مبكرًا حيث يكون الجهاز العصبي لم يتعرض للضمور اللاحق بالشل المزمن أي مدة من 4 إلى 5 أسابيع من الحادثة.