كشف الكاتب تامر عبده أمين عن موقف إنساني لابلة فضيلة وقال :”وفاة الإذاعية العظيمة النبيلة أبلة “فضيلة” واحد من أكتر الأخبار المحزنة اللي ممكن الواحد يصحى عليها.. الست اللي أجيال كتير وأنا منهم اتربينا على صوتها وقصصها.. عمري ما هنسى المرة الوحيدة اللي شوفتها فيها من 9 سنين لما زرتها في بيتها عشان أجيبها أنا وصديقي الإذاعي “زياد علي” تبقى ضيفة في البرنامج بتاعه واللي بمجرد ما أنا عرفت من “زياد” إنها هتكون ضيفته شبطتت فيه زى العيال عشان أروح معاه بيتها نجيبها وأحضر معاهم الحلقة على الهوا”.
وأضاف في تغريدة له علي تويتر :” وإحنا في الطريق لبيتها صممت أجيب لها ورد.. كنا في آخر الشهر وماكنش معايا فلوس فجبت باللي كان في جيبي بوكيه صغير وكنت مكسوف بس هي انبسطت بيه، وانبسطت كمان لما قولتلها كلمة واحدة وأنا بديهولها.. “بحبك”.. وقالت لي عايزاك تصورني بالبوكيه.. وحصل وكانت الصورة دي”.
واستكمل :” 5 ساعات كاملة متواصلة قضيناها معاها ما بين بيتها ثم الإذاعة ثم بيتها مرة تانية.. القعدة والكلام معاها مايتشبعش منه ولا منها..هي من الناس اللي اتربت تربية صح.. وهي صغيرة اتريقت على شكل ولد صغير كان بيشتغل عندهم في البيت فقرر والدها يعاقبها إنها تاكل كل يوم مع الولد ده في المطبخ لمدة أسبوع وقال لها: (ده بيتعب عشان إنتي ترتاحي ماينفعش تقوليله حاجة زى كده)، ومن وقتها وهي مش بتعرف تشتم ولا تتريق على حد!.. بتقول أبلة “فضيلة”: (أنا أهلي ربوني كويس فبحب الناس كلها تكون متربية)”.
واستكمل :” لما اتخرجت سنة 1951 من كلية حقوق راحت اشتغلت في مكتب المحاماة بتاع “حمدي باشا زكي” اللي كان وقتها وزير نقل؛ بس “فضيلة” كانت بتعمل حاجة كويسة ووحشة في نفس الوقت إنها لما بييجي واحد يرفع قضية على حد كانت بتصلح ما بينهم قبل ما الموضوع يوصل للمحاكم، وطبعاً بعد أقل من أسبوع شغل في المكتب طردها “حمدي” باشا وقال لها: (إنتى ماتنفعيش في المحاماة).. وده كان من حُسن حظنا إحنا..اشتغلت في الإذاعة، وبعد ما اشتهرت وبقى صوتها معروف وقبل ما تشتري عربية كانوا سواقين التاكسي لما يعرفوها من نبرة صوتها كانوا بيرفضوا ياخدوا منها أجرة بس هي كانت بتصمم وبتقول لهم خدوا الأجرة وهاتوا بيها حاجة حلوة لأولادكم”.
وقال :” استضافت رموز مصرية في مجالات كتير صعب إنك كنت تقدر تجمعهم في برنامج واحد.. بس مادام “فضيلة” طلبت لازم الكل يستجيب.. استضافت “محمد عبد الوهاب”، و”عبد الحليم حافظ”، و”سيد مكاوي”، و”كمال الشناوي”، و”نجيب محفوظ”، و”أنيس منصور”، ود.”فاروق الباز”..
واختتم:” سيدة مصرية عظيمة وجميلة.. سابت بصمة في قلب كل اللي سمعوا صوتها وبقت شريكة ليهم في أحلامهم وكانت سبب في تكوين جزء مش قليل من شخصياتهم.. ربنا يرحمها ويغفرلها ويرزقها الجنة ويصبر كل حبايبها”.