هي العائلة الحاكمة التي لا يجرؤ أحد على مواجهتها، من الذي لا يضعف أمام السلطة المطلقة والنفوذ.. ورغم ادعاء العزة والشرف إلا أن السمعة أصبحت على المحك بعد أزمة المشاهد الخارجة التي انتشرت بقوة في المجتمع السوري، وكان السكوت المريب سببا لانتشار القيل والقال..
قبل ظهوره إلى النور واجه فريق عمل مسلسل «ابتسم أيها الجنرال» مواقف محرجة بسبب تسريبات حول قصة العمل والمشاهد التي جعلت الجمهور في حالة تأهب مشوب بالحذر قبل عرضه رسميا وكانت الحلقة الأولى من العمل مسار جدل قبل عرضها.. وأصبح التساؤل هو كيف تصل الدراما المصرية إلى ذلك المستوى وكيف يتم عرض مسلسل توجد بشأنه ملاحظات على شاشة تدخل البيوت السورية جميعها في مجتمع محافظ بطبعه؟
حينما تسيطر عائلة على مصير البشر
قصة العمل ذاتها خليط بين السياسة والبعد الاجتماعي حيث تتناول بشكل غير مباشر مدى سيطرة العائلات ذات النفوذ وقدرتها على إمساك زمام السلطة بيدها ويظهر ذلك جليا في قصة العمل الذي إن لم يكن حدد موقع الأحداث لتبدو في أي بلد إلا أنها مشوبة بإسقاط سياسي واضح للمشاهدين.
الشقيقان – في قصة العمل – في خلاف دائم بينما أحدهما يشغل أحد المناصب وتثير السلطة والسعي إليها خلافات متتالية لا تكاد تهدأ بين اثنين من الأشقاء.. ودخل الجمهور في حيرة من أمرهم بعد عرض أولى حلقات المسلسل الذي صنفه البعض بأنه «للكبار فقط».
العميد يفتح خزائن أسرار الكبار
ينظم العميد المتقاعد حفلا كبيرا – ضمن أحداث الحلقة الأولى من العمل المثير للجدل – ويحضر الحفل عدد ليس بالقليل من الشخصيات المؤثرة بل ومن المسؤولين وهنا قرر العميد الذي نظم الحفل أن يصدم الجميع بعد أن وقف بين الحضور معلنا أن جميع السيدات الحاضرات على علاقة معه.. وهنا علت الدهشة وجوه الحاضرين وصمتوا كأن على رؤوسهم الطير.. فهل كان الرجل في حالته الطبيعية ؟ أم أنه أراد إذلال الحضور بتلك الطريقة المهينة؟
الصدمة التي تسبب فيها العميد المتقاعد لم تتوقف عند دهشة الحضور ؛ لأنه ربما لم يدرك حين ساقه انفعاله إلى تلك الفعلة الشنعاء أن شقيقة الجنرال الكبير كانت بين الحاضرات للحفل وتصاعدت الأحداث وسط محاولات الجنرال لحل الأزمة حتى صدر أمر باعتقال العميد المتقاعد.
جرأة مكتوبة وتصوير هادئ
المشاهد المشار إليها في العمل ربما تتضمن على مستوى الكتابة قدرا من الجرأة ولكنها على مستوى التصوير ربما بدت عادية للجمهور الذي أصبح في حيرة من أمره.. فإذا كان ذلك العمل لم يتضمن ما تم الترويج له من مشاهد صادمة فما سر ذلك الأسلوب في استهداف المسلسل قبل خروجه إلى النور.. وهل كان للأمر علاقة بعملية دعاية غير مباشرة؟
أسئلة كثيرة رافقت عرض مسلسل «ابتسم أيها الجنرال» قبل أن يكتمل عرض حلقاتها .. لكن أزمة ادعاء وجود مشاهد خارجة لم تكن وحدها مصدر الجدل المرتبط بالعمل حيث ظهرت أزمة أشد جدلا بعد أن بدأ السوريون يحللون المسلسل على أنه إسقاط سياسي لواقعهم الراهن.
ظهور وزير الدفاع السابق
أسلوب الإسقاط السياسي الذي تعامل به السوريون مع مسلسل «ابتسم أيها الجنرال» دفع البعض إلى ادعاء أن شخصية «سامية» أقرب إلى «بشرى الأسد»، بينما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك بأن قارنوا بين شخصية العميد المتقاعد الذي كشف المستور وبين مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري السابق.
المسلسل بطولة مكسيم خليل وسوسن أرشيد وعبد الحكيم فطيفان ومازن الناطور ومرح جبر. وما زال الجدل الذي يثيره مستمرا.