أثارت الحروف والأرقام التي ظهرت في الحلقات الأولى من مسلسل المداح 3، حالة كبيرة من الجدل بين جمهور السوشيال ميديا، وبدأ الجميع يتساءل عن معناها، وإذا كانت حلال أم حرام، وما الهدف منها.
وما لا يعرفه الجمهور أن الحروف والأرقام التي ظهرت تسمى بعلم “الأوفاق والحروف”، الذي يعني التوجه إلى قلب الأشياء عبر تراكيب حرفية هو مسألةٌ اختُلف في جوازها بين أهل العلم بناءً على حقيقة النتيجة وعدمها، ولكن ما ينبغي قولُه هو أن الخوضَ في هذا الأمر يُضيع المال والعمر ويجعل المشتغل به يجول في أوهام وأماني.
وهذا العلم لا علاقة له بالرقية، ذلك أن للرقية الشرعية الشرعية شروطاً ذكرها أهلُ العلم – ما أفاده سيدي الدكتور البوطي في فقه السيرة- بقوله: وقد نقل النووي والحافظ ابن حجر وغيرهما الإجماع على مشروعية الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط؛
1) أن يكون بكلام الله سبحانه أو بأسمائه وصفاته.
2) أن يكون باللسان العربي أو بما يُعرف معناه من غيره.
3) أن يعتقد أنّ الرُّقية لا تؤثِّر بذاتها بل بذات الله تعالى.
والهدف من هذا العلم هو جلب منفعة أو دفع مضرة دنيوية، وهو من بين عشرة علوم تشبه السحر عند البعض قال الإمام القرافي في فروقه :” واعلم أن السحر يلتبس بالهيمياء والسيمياء والطلسمات والأوفاق والخواص المنسوبة للحقائق والخواص المنسوبة للنفوس والرقى والعزائم والاستخدامات فهذه عشر حقائق.”
أما الدليل على مشروعية هذا العلم فهو استصحاب الأصل في الأشياء عند عدم ورود نص صريح فيها، وخاصة إذا قصد من ورائها نيل منافع أو دفع مضار بإذن الله تعالى.
فالدليل على جواز تعاطيه موارد النصوص الشرعية المقتضية لقاعدة كلية هي أن الأصل في الأشياء الإباحة، فمما يدل على ذلك من كتاب الله تعالى قوله جل وعلا : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا}[البقرة:29] ، ويقول: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [الرحمن:10-12]