رحل الحصوة عملاق الفن السوري الذي كان واحدا من أعمدته فكثيرا صعد على أكتافه عشرات النجوم .. وظل همزة وصل بين الجميع.. فكيف كانت اللحظات الأخيرة في حياة الحصوة؟
ودعت سوريا الجندي المجهول في الفن.. كان همزة الوصل وحلقة الاتصال في الوسط.. لقبوه بالعمود الفقري.. أعماله ستظل خالدة وشاهدة على موهبته الفذة.
سوريا تودع نجمها
ودعت سوريا، عبد الله الحصوة، أشهر “ريجيسير” في سوريا، بعد صراع مع أزماته الصحية، سيظل هذا التاريخ شاهدا على رحيل العمود الفقري للدراما السورية وأكبر حلقة اتصال بين أطراف الفن.. فمن هو الحصوة ؟
عمود العمل الفني
لكل كيان عمود يربط بين أجزائه والريجيسير هو عمود العمل فني، يحمل في ذهنه خريطة متكاملة بأسماء الفنانين والكومبارس، تربطه علاقة وثيقة مع الجميع، لقد استطاع الحصوة أن يجمع بين كل هذه المقومات، وأن يقدم نموذجا فنيا فريدا لا ينازعه فيه أحد.
جمع الحصوة باقتدار بين موهبته الفنية وقدرته الخارقة على القيام بعمل الريجيسير، وصنع ما لم يستطع غيره من الفنانين فعله.
أعمال فنية خالدة
دخل الحصوة عالم الفن كممثل في السينما، عام ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين، عبر فيلمي المغامرة و فاتنة الصحراء، ورغم عمله كممثل حقق الراحل شهرته الأكبر في عمله كريجيسير.
شارك الحصوة كممثل في العديد من الأعمال الفنية المتنوعة ما بين التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، إلى جانب عدة أعماله الإذاعية.
رغم رحيله ستظل أعماله خالدة في الوجدان فلم ينس جمهوره “كان يا مكان، وحمام القيشاني، والغربال، والعار، والحدود، وفاتنة الصحراء، وصح النوم، وأبو عنتر جيمس بوند”.
مسيرة فنية مشرفة
شارك الرجل خلال مسيرته الفنيّة في العديد من الأعمال المسرحية مثل “ليلة أنس، أهل الهوى، السيف المسحور، حط بالخرج” وغيرها من الأعمال التي لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور.
حالة شديدة من الحزن أصابت الوسط الفني عقب عند إعلان خبر رحيل الحصوة، بادروا بنشر صوره، والتمنيات له بالرحمة، ودعوا بالصبر لعائلته ومحبيه.
الفنانة أمل عرفة كتبت تقول: «الله معك ياعبد الله.. لطالما كنت الجندي المجهول في روائع الأعمال الدرامية السورية».
نقابة الصحفيين تنعى الحصوة
قدمت نقابة الفنانين السوريين تعازيها لعائلة الراحل، ووصفته بأبرز ريجيسير في الساحة الفنية، وأنه طوّع إمكاناته وقدراته في خدمة الرسالة الفنية التي آمن بها.
الحصوة الذي انضم إلى نقابة الفنانين وأصبح عضواً فيها عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين، شكّل حضوره السينمائي بوابته الأولى لعالم الفن، لقد فرضت موهبته نفسها عبر العديد من المشاركات فيها.
الراحل كان حاضرا باقتدار في العديد من الأعمال الكوميدية والاجتماعية والتاريخية، التي أثرت في تاريخ الفن السوري وتركت بصمة واضحة.. رحل على فراش المعاناة في مشهده الأخير في صمت مودعا تلامذته والعالم..