رسالة صعبة إلى بشار الأسد أدخلته مصيدة لم يستطع الفكاك منها بعد أن وجد نفسه هدفا مستباحا ولم يقو حتى على مجرد الرد أو الدفاع ونفي الادعاءات التي طالت سمعته الفنية ولم يغفر له الذين تولوا محاسبته تاريخ الفني الكبير في المسرح والإذاعة والتلفزيون..
قرار غالي الثمن
إنه الفنان السوري «وضاح حلوم» الذي اتخذ قرارا كلفه الكثير أمام جمهوره بل وأمام النظام السوري حينما قرر مخاطبة الرئيس بشار الأسد دون وضع أية حسابات تترتب على ذلك الخطاب الذي انتهى باستهدافه من أشخاص لم يستطع حلوم الرد عليهم بعد أن وضعوه في موقف اتهام صعب.
ستون ثانية فقط تلك التي خرج بها وضاح حلوم في كلمات وجهها بشكل مباشر إلى بشار الأسد بعد أن اعترف حلوم بما وصله من أوضاع معيشية صعبة شأنها في ذلك مثل غيره من سوريين كثيرين انتهت بهم أوضاع بلادهم إلى العوز والحاجة في مختلف المحافظات السورية..
نداء مباشر إلى الأسد
«سيدي الرئيس».. كانت تلك جملة استهلال النداء الذي وجهه وضاح إلى الأسد يشكو إليه خلالها ما نال البلاد والعباد من عناء وضيق ، وارتكز الفنان السوري في خطابه إلى رئيس البلاد على ما لديه من رصيد لدى الدولة السورية حيث تحتسبه المعارضة في صفوف النظام وأحد فنانيه المدافعين عنه في كل كبيرة وصغيرة.
وضاح حلوم اعتمد أيضا على أسلوب التودد والتوسل وسرد المعاناة بطريقة درامية مؤثرة ولم تخل كلمات الاستعطاف التي وجهها من تفخيم لشخصية الأسد الذي اعتبره حلوم الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يخلص سوريا مما آلت إليه أوضاع شعبها الصعبة، حيث الحاجة إلى الطعام والستر الذي بات عملة صعبة في ذلك البلد الذي أنهكته المواجهات الداخلية.
مخطط سياسي مدبر
أخذ وضاح يطرح أمام الأسد أزمات الوقود والمواصلات والغذاء.. ولم يكد مقطع الفيديو الذي نشره وضاح أن ينتهي حتى وضع منتقدوه مخططا بشأنه ليجد الفنان السوري نفسه هدفا معلنا للسياسيين المعارضين الذين كالوا له الانتقادات اللاذعة.. ورجا الأسد بقوله: الوضع فوق طاقة البشر ياسيدي الرئيس الكهرباء معدومة.. وأنت تعرف كل شيء يصير.. كن المنقذ وانقذنا أرجوك.
لم يتمكن فنان مسرحية «أخوكم في الإنسانية» من الرد على خصومه، ورغم أنه الفنان الأكثر قلقا بين زملائه باعترافه شخصيا وأنه الأكثر تفاديا لمواضع الخطر بات هو ذاته مستهدفا بسبب السياسيين أصحاب الآراء المتشددة.
مغردون وصناع محتوى سوريون تلقفوا مقطع الفيديو وبدأوا سن حملات سخرية واسعة النطاق ضده حتى أن أحدهم تقمص شخصية الرئيس السوري بشار الأسد والرد على وضاح حلوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن تلك الواقعة اعادت إلى الأذهان آراء وضاح حلوم التي نالت منه وصمم عليها رغم جرأتها.